30 أكتوبر 2025

تسجيل

أجنحة "ملالا"

28 أكتوبر 2014

أصبحت "ملالا يوسفزي" أيقونة للطموح والعلم والاجتهاد في العالم، فهي ناشطة حقوق إنسان في باكستان حيث بدأت في المطالبة بالتعليم للبنات في بلدها وتعرضت لمحاولة اغتيال عام ٢٠١٢ من قِبل طالبان، ولكنها اليوم تقف قوية وشجاعة أمام الجميع وتتقدم كل يوم دون أن تعود إلى الخلف بسبب الخوف أو التردد. فازت قبل أسابيع بجائزة "نوبل" للسلام لعام ٢٠١٤، بالإضافة إلى الجائزة الوطنية الأولى للسلام في باكستان، وجائزة السلام الدولية للأطفال من مؤسسة حقوق الأطفال الهولندية. عمرها اليوم ١٧ عاماً، ولكنها استطاعت أن تغير الكثير وتُلهم الناس في كل مكان بالسعي لنشر التعليم مهما كلف الأمر. شاهدت إحدى عروض "تيدكس" العالمية والتي تحدث فيها والد "ملالا" ضياء الدين يوسفزاي عن قصته وقصة ابنته، وأُعجبت كثيراً بأسلوبه ورقي أفكاره ودعمه لابنته، فخلف كل ناجح قصة، وقصة نجاح "ملالا" هي وجود عائلة محبة وأب يساند ابنته لدعم القضايا الإنسانية والتعليمية. قال والدها في عرضه، إنه وجد شجرة عائلته، ولفت نظره أنها مليئة بأسماء الذكور فقط من عائلته وأبنائهم، فوضع خطا تحت اسمه وكتب اسم "ملالا" ليكون أول اسم أنثى في شجرة العائلة. يفتخر ضياء الدين يوسفزاي بابنته كثيراً، فهو يتجاهل العادات البالية ويركز على الأمور الإنسانية والمنطقية، وهذا ليس بغريب عليه، فهو مُعلم ويملك مدرسة في باكستان.. يسأله الناس: ما هو الشيء المميز في تربيته والذي جعل ملالا جريئة وشجاعة جداً؟ وأجاب: لا تسألوني ماذا فعلت ..ولكن اسألوني ماذا لم أفعل؟ ..أنا لم أقصص أجنحتها ..هذا كل ما في الأمر! في يومنا هذا نرى الكثير من الآباء الذين يدعمون بناتهم ويفتخرون بهن، وفي الجانب الآخر آباء يخجلون من بناتهم.. وأنا أدعو كل أب وكل أم أيضاً ..أن يكونوا خير سند لبناتهم، وألا يقوموا بقص أجنحتهن، فهناك الكثير من البنات المبدعات اللاتي ما زال آباؤهن يرفضون خروجهن إلى العالم للتحدث بأي موضوع علمي أو اجتماعي أو إنساني. أتمنى أن أرى كل إنسان يفتخر بابنته ويدعمها لنقف معاً عند كلمة الحق والإنسانية والتعليم، فالعالم يحتاج إلى عائلات واعية تسهم في تغيير العالم إلى الأفضل، وأتمنى أن أرى كل الآباء يقتدون بضياء الدين يوسفزاي بعدم قص أجنحة بناتهم.