13 سبتمبر 2025
تسجيلمع الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لدولة الكويت، وهي الأولى منذ تسلمه الحكم في دولة قطر التي تحولت لخلية عمل ونشاط وتفوق ونجاح، تتكرس معاني التضامن العربي، وتتعزز الرؤية الخليجية الواحدة باتجاه تحقيق حلم الوحدة الخليجية والذي سيكون الثمرة النهائية لبلورة سياسة خليجية مشتركة أثبتت فاعليتها منذ عام 1981 وهو عام انبثاق مجلس التعاون الخليجي على الصمود والتواجد وتعزيز المواقع وتحصينها رغم أطنان المشاكل التي توالدت والتحديات التي ظهرت والمصائب التي حلت على المنطقة منذ عام 1980 وحتى اليوم وكان أبرزها وأهمها وأشدها أثرا وتأثيرا كارثة الغزو العسكري العراقي لدولة الكويت ومحاولة محو الكويت من الوجود عام 1990 ثم سلسلة الحروب التي نشبت بعد ذلك وانتهت باحتلال العراق عسكريا من قبل الجيش الأمريكي واتجاه الأمور هناك نحو التأزيم ونحو خيارات مستقبلية مزعجة، لعل من أبرزها خيارات التقسيم والتشظي على أسس طائفية هشة، وهو المشروع التدميري الذي لا تقتصر خطورته على العراق فقط، بل إنه يتمدد جنوبا ليحاول فرض نفسه في الواقع الخليجي، وهو الخيار المرفوض بالكامل من شعب الخليج العربي ومن قياداته الميدانية والفاعلة وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت صاحب الخبرة السياسية الواسعة والكبيرة، يضاف لهما حضرة صاحب السمو الشيخ تميم الذي تسلم الراية من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني نهضة قطر الحديثة وصانع خلطة تألقها وبروزها على كافة المستويات الدولية والإقليمية. في زيارة أمير قطر لدولة الكويت معانٍ ثرية، وتوجهات إيجابية، وتعزيز حقيقي لمسيرة السفينة الخليجية الواحدة الموحدة والتي تبحر في بحار الأزمات الدولية العنيفة، فالمنطقة الخليجية اليوم تعيش تحديات إستراتيجية حقيقية تنبثق من طبيعة الأحداث الجارية في الإقليم والمشاريع المطروحة وبعضها مدمر ورهيب في إشكالياته ودلالاته، كما أنها تأتي لتبديد أي شكوك ومخاوف من أوهام لأي خلافات قد يحاول البعض إثارتها لتمزيق الصف الخليجي الواحد والعصي على القسمة، فالمصير الخليجي واحد وإن اختلفت الرؤى والمواقف في بعض الملفات، ولكنه يظل مصيرا إستراتيجيا لا فكاك منه، ودولة قطر التي اشتهرت بقيادة التعامل مع الملفات الحساسة في الإقليم، كقضية حرية الشعب السوري ودعم الربيع العربي لا تنطلق في ذلك من مخطط تآمري كما يزعم بعض المرجفين، بل إنها تعبر خير تعبير عن هويتها العربية ورؤيتها الإسلامية والتزامها التام والمطلق بدعم تيارات الحرية وهي نفس الرؤية الكويتية التي تألقت وتميزت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وأيام كانت الدبلوماسية النشطة التي كان يقودها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في وزارة الخارجية عنوانا للكويت الحرة الحديثة التي تعاملت بسخاء وأريحية مع محيطها العربي وكان لها شرف دعم انطلاقة الثورة الفلسطينية ودعمها في المحافل الدولية والدفاع عن القضايا العربية والحرص على حقن الدماء العربية في عمان والقاهرة وصنعاء وعدن وبيروت وصولا للجزائر والمغرب والصومال. تجربة الكويت الثرية في التعامل مع الملفات الصعبة تتناسب إيجابيا مع التجربة الدبلوماسية القطرية التي صاغ عقدها الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، ودولة قطر في عهد الشيخ تميم تطمح لتبادل الخبرات مع التجربة الكويتية للانطلاق في عملية تدعيم للمواقع وإعادة صياغة للرؤية الإستراتيجية وبناء طريق المستقبل الخليجي الواحد الموحد، وتعزيز العلاقة بين الشعبين الشقيقين والتي تعمقت بالدم المشترك في ملحمة تحرير دولة الكويت وتحديدا في معركة الخفجي الفاصلة في يناير 1991 والتي لعب فيها الجيش القطري دورا مهما في حسمها ومن ثم الإسراع في تحرير الكويت. زيارة الأمير الشيخ تميم بن حمد للكويت هي خطوة مباركة في سلسلة خطوات سياسية قطرية مستقبلية ستعزز وترسخ من هدف الوحدة الخليجية الشاملة، وستساهم في غسل القلوب والنفوس وفي تهيئة موقف خليجي موحد من ملف الأمن الخليجي ومواجهة التحديات الشرسة التي تشمل بمخاطرها الجميع. دولتا الكويت وقطر هما من أهم أجنحة الوحدة الخليجية المنشودة وخبرة أمير الكويت الكبيرة، وهو النوخذة المجرب، ستعزز الحصيلة الدبلوماسية والسياسية لدولة قطر المتطلعة لأدوار مستقبلية وتنموية كبيرة، فمرحى بالأمير الشيخ تميم في وطن السلام والعز والكرامة والتضحيات وفي طريق رسم المعالم النهائية للوحدة الخليجية الشاملة..