العرب بين العاطفة والعقل

يعاني العرب من غياب كلي للتفكير العلمي والمنطقي وليس أزمة مؤقتة، ولا يوجد لديهم اتزان عقلي وانما هو جنون جامح لعاطفة متقلبة ومصطنعة يضيع معها كل معنى للمنطق وتفرض واقع التخلي عن الحقوق.. سيطرة العاطفة على العرب نابعة من تربيتهم الصحراوية التي تدفعهم بالتوافق او الخلاف لمجرد كلمة دون الحاجة الى قوانين او مواثيق. الكرم العربي (النابع من عاطفة جياشة) له دور كبير في تغيير مجرى العديد من الأحداث وخاصة في ما بين العرب انفسهم، فسيطرة العاطفة هي دائما العنصر الرئيس في القضايا العربية وقد استغل الاستعمار هذا الوتر ولعب عليه حتى انه سلبهم اوطانهم والعديد من مدخراتهم وقسمهم بأيديهم. العربي يمكن ان تملكه (ببوسة فوق الخشم او الرأس) ويتنازل عن الكثير من حقوقه ومستقبل اجياله.. فالعاطفة تغلب على العربي لدرجة انك يمكن ان تستظيفه في بيتك ببضعة دولارات ليتنازل لك عن الملايين منها ولا يهتم بحقه ولا حق غيره في سبيل ذلك. الكثير من الاجتماعات والحوارات العربية تنتهي دون التقيد بجدول اعمال او بنتائج تذكر وذلك بناءً لميول شخصية (سيطرة العاطفة) وحسب رغبة فردية لشخصية معينة لها تأثير وان لم تكن تلك الشخصية تفقه شيئا او ذات منطق وتفكير علمي سليم.. العاطفة لدى العرب ادت بهم الى تفضيل الهوى والمزاج والمصلحة الشخصية على المصلحة العامة. العرب لا يستخدمون العقل الا مع زوجاتهم في الوقت الذي يجب ان يستخدموا معهن العاطفة لمزيد من الحب والرومانسية!! العربي ليس هو فقط صاحب عاطفة تسيره بل هو ينضم الى اي شخص عاطفي يثيره بوسائل العاطفة المعروفة كالبكاء او الصراخ او الكلام الموزون وان كان طرحه بعيدا عن الحقيقة والعقل فيواليه ويبني قراراته حسب تلك العاطفة.. النفاق والكذب والمجاملات والكبر واستخدام الأسلحة الفتاكة (الاعلام المضلل) اساليب ظهرت لدى العرب كنتائج للإفراط في استخدام العاطفة وتلك كوارث ادت بهم لمزيد من التخلف والتفرقة. ما سبق بالطبع يستثنى منه القلة من العرب الشرفاء والنزهاء والذين تحكمهم عقولهم اكثر من عاطفتهم. اتمنى في المستقبل القريب ان تكون الغلبة للعقل العربي ويعود الى رشده السابق بعد أن يتخلص من وسائل العاطفة المصطنعة. والسؤال لماذا لا تزال تسيطر العاطفة على العقل العربي وهو في القرن الحادي والعشرين؟! الجواب بسبب غياب المحاسبة وقلة الوازع الديني. واذا تساءلنا لماذا تغيب المحاسبة؟ فسنعرف أن المحاسبة تحتاج تضحية.. والتضحية تحتاج وقتا..