عيد الأضحى.. وقطر الريادة

بكل الحب والفخر والاعتزاز وبكل الكلمات الصادقة المخلصة من القلب أتقدم الى الأب والراعي والحاكم، الى من جعل من بلدنا الحبيب قطر دولة رائدة في كل شيء، سباقة الى الخير فى كل زمان ومكان، حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى حفظه الله ورعاه بارك الله لنا في عمره وأمده بوافر الصحة وراحة البال، وكل عام وانت بخير يا صاحب السمو يا أمير الخير.. فكم أسعدتنا وكم أعليت رؤوسنا بزيارتك وصاحبة السمو ذات الأيدي البيضاء والقلب الكبير سمو الشيخة موزا بنت ناصر الى قطاع غزة المحاصر المضطهد الذي هو جزء غال من فلسطين المحتلة التي عانت وتعاني من سنين من البطش والظلم. و كم اثلجت صدورنا يا سيدى بتلك الزيارة التاريخية.. فكم من بسمة رسمتها على شفاه قد فقدت معنى الابتسام.. وكم من قلب أسعدته وحولت حزنه الى فرح بتلك المبادرات العظيمة الكريمة في الإعمار والاصلاح التي يحتاج اليها ذلك القطاع المدمر المحاصر المنهك وأهله، فكم من بيوت هدمت وكم من عائلات ذاقت مرارة الجوع والمرض.. فجاءت تلك الزيارة التى دامت لساعات كزيارة تاريخية تقول للعالم: هنا يوجد قطاع غزة المنهك المحاصر، هنا يعيش إخوة لنا لا يجدون الدواء ولا الطعام.. فهذه الزيارة هي الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس.. ورغم أن الزيارة استمرت لساعات قليلة فإن ما قامت به كبير، لأن أميرنا كبير فى أفعاله ومواقفه، أمير الخير والسلام الذي قام بتدشين عدد من المشاريع الإنمائية في إطار إعادة إعمار القطاع، ووضع سموه حجر الأساس لبناء مدينة حمد السكنية في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي ستخصص لإيواء من هدمت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وأثناء الزيارة قرر صاحب السمو رفع المساعدة المخصصة لمشروعات إعمار القطاع من 254 مليون دولار إلى 400 مليون دولار. ان زيارة سموه حولت الكلام الى أفعال على أرض الواقع فلم تقتصر على وعود وتعاطف فقط، بل ترجم الكلام الى أفعال ملموسة لشعب له الحق على اخوانه العرب بأن يقفوا معه ويساندوه حتى يستعيد كيانه مرة أخرى. ولم تقتصر الزيارة على الإعمار والإصلاح فقط بل اهتم صاحب السمو أمير الكرم والكرامة برفع الروح المعنويه لأهل قطاع غزة، فأشاد بصمود أهلها في وجه الحصار الإسرائيلي، بل ودعا في كلمته بهذه المناسبة إلى الوحدة بين الفلسطينيين، وإلى تفعيل القرارات العربية والغربية بخصوص إعادة إعمار القطاع.. وسيذكر التاريخ قول سموه مخاطبا الفلسطينيين "ان الواقع يحتم عليكم أنتم الفلسطينيين التفكير في الواقع، لأن انقسامكم يلحق الضرر الأكبر بقضيتكم وقضية العرب، خاصة أن رياح التغيير العربي همشت الاهتمام بالقضية الفلسطينية إعلاميا".. وأضاف "إن لم يحصن أهلُ الدار دارَهم أولا فلن تكون منيعة بأيدي الآخرين". وكما عودتنا صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله بوضع لمساتها الإنسانيه فى كل مكان ورسم ابتسامة أمل على فم كل طفل فلسطيني؛ فقد قامت بزيارة الجمعيات الخيرية وتفقدت الاطفال لتهدي اليهم هدية العيد وترسم ابتسامة أمل فى قلوب وعقول أبناء غزة الكرام فهي سيدة كريمة فى أفعالها وتصرفاتها، وكبيرة في مواقفها الانسانيه وتعلم أن الانسان إنسان في كل مكان وزمان. لقد كانت زيارة قصيرة فى ساعاتها، كبيره في ثمارها ونتاجها.. فأراد صاحب السمو أن يجعل من عيد الاضحى هذا العام عيدا مميزا لأهل غزة والعالم العربي ويرسم للأمل طريقا في عيون أهالي غزة، فما كان من رئيس حركة حماس السيد إسماعيل هنية إلا أن يقول لصاحب السمو معربا عن شكره العميق لقطر: أنت اليوم تعلن كسر الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية.. وأضاف: اننا اليوم نعلن انتصار الشعب الفلسطيني على الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية، نقول لك: شكرا سمو الأمير وشكرا قطر لهذه الوقفة العربية النبيلة.. وأخيرا إن هذه الزيارة التاريخية تحية لدماء الشهداء التي أوصلتنا لهذه اللحظة. ونحن ايضا يا صاحب السمو نريد ان نقول لك: شكرا على كل ما تقوم به من أجل إعلاء اسم وطننا ومن أجل أن تجعل من قطر الحبيبة دولة كبيرة رائدة في كل المواقف والأزمات، وأن تجعل من قطر دولة تنصر المظلوم وتقف فى وجه الظالم، لا تخشى أحدا إلا الله، فسموكم حفظكم الله نعم الراعي لرعيته ونعم الأب لأبنائه، فليحفظكم الله من كل سوء ويجعل لك من دعوات من أسعدتهم فى هذا العيد من أهالي غزة والعالم العربي وأهالي سوريا الذين تدعمهم وتنصر قضيتهم، ومن دعوات أبناء شعبك الذين يحبونك ويقدرونك أكبر وأعظم تقدير، فليبارك لكم الله كل خطواتكم ويحفظكم ويرعاكم لأن جعلت من العيد عيدين: عيد الأضحى وعيد النصر.. اللهم اجعل ايامنا كلها أعيادا، وكل عام وقطر حكومة وشعبا بخير وعزة ورخاء، اللهم اجعل هذا البلد آمنا.. اللهم آمين.