13 سبتمبر 2025
تسجيلما زالت المجتمعات الإسلاميَّة والعربيَّة تحتفظ بالثوابت والمظاهر المحافِظة التي تزيِّنها نكهة الأخلاق والفضيلة والحشمة والنخوة وسائر الصفات الطاهرة التي تعلَّمناها من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا، فكانت لنا علامة وميزة داخل بلادنا وخارجها ولله الحمد كمجتمع محافظ ومتطور في نفس الوقت. وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتطبيقات الإنترنت وبعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تحرِّض على الاختلاط وتقريب تعامُل الشباب والفتيات في شكل نقاشات وحوارات، وضحك واستهزاء وكلام مخل بالآداب أحياناً وكأنَّ هذا ضربٌ من الثقافة والتحضُّر والانفتاح، فإن هؤلاء المقلدين لهذه التطبيقات الخبيثة التي تبثُّ سمومها لتذهب بالأخلاق والفضيلة إلى القاع والمنساقين وراءها قلة من الشباب والفتيات لا يمثلون واحدًا بالمائة من خيرة شبابنا وبناتنا الأطهار في مجتمعنا الطيب. هذه الفئة الصغيرة لا تمثل إلا شواذ القاعدة الكبيرة لمجتمع محافظ ما زال يتمتَّع بالطهر والفضيلة ولله الحمد، والذي نراه في التطبيقات السيئة، مثل ظهور بعض الشباب في بثٍّ مع فتيات يتكلمون في أمور تافهة وغير مفيدة، بل أحيانًا يتطوَّر الحديث ويحمل ألفاظًا وإيحاءات مخلَّة بالآداب العامَّة، هؤلاء هدفهم بهذه التصرفات الفرديَّة أن يُظهروا أن هذه الصورة هي السائدة في مجتمعاتنا وأن الاختلاط والابتذال أمر عادي وضربٌ من الانفتاح. ولكننا نقول: لا، هذا التصوُّر غير صحيح؛ فمجتمعاتنا حالتها العامَّة مختلفة تمامًا عن هذه الصورة التي تعكسها مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) لفئة من الشباب المستهتر من الجنسين. الصورة الحقيقيَّة لمجتمعاتنا فيها كثير من الخير والحشمة والفضيلة، وما زالت تتمسك بالعادات والتقاليد الطيبة وتعلِّمها النشء المبارك؛ فالغالبيَّة يميلون إلى الخير والفضيلة وينبذون القبيح المبتذل. فمجتمعاتنا، ولله الحمد، دين وأدب وأخلاق وثقافة، ومليئة بالأمثلة الطيبة من الشباب المتعلم الناضج المحافظ على عقيدته وأصوله وتراثه.. وأحب أن أنبهكم إلى أمر مهم.. الشخص الذي يقدِّم محتوى هابطًا أو متدنيًا أو سيئًا أنتم كجمهور مسؤولون عن انتشار ما يقدم أو اندثاره، وكذلك أنتم كجمهور ترفعون هؤلاء بمشاهدتهم وتقضون على هذا النوع بنبذهم وعدم مشاهدتهم، بل وانتقاد محتواهم وتحذير الناس منهم، وكذلك صاحب المستوى الجيد عليكم رفعه والإشادة به ودعمه حتى يطوِّر من محتواه ويتحمَّس للاستمرار في طرح هذا المحتوى الجيد النافع والهادف.. فالمستوى السيئ لا بُدَّ من مهاجمته وعدم متابعته حتى يختفي تمامًا، فلا ترفعوا لهم مَقاطعهم ولا تزيدوا لهم المشاهدة؛ حتى نوضِّح الصورة الحقيقيَّة لمجتمعاتنا وأنها مجتمعات خير وأبناءها وبناتها لهم بصمة خير في كل ما يُقدَّم على «السوشيال ميديا» وتطبيقاتها المختلفة. • أسأل الله تعالى أن يحفظ مجتمعاتنا وبلادنا من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ شبابنا وبناتنا وأن يجعلهم دائمًا فخرًا لنا بتديُّنهم وعلمهم وأخلاقهم وسيرتهم الطيبة في كل زمان ومكان.. اللهم آمين يا رب العالمين.