12 سبتمبر 2025
تسجيليقولون: كل صانع أعلم بصنعته من غيره، فصانع الكمبيوتر يعرف كيف يعمل الجهاز بأفضل أسلوب ممكن، وكيف يُصلحه إذا أصابه عطب ما، وإذا كان هذا الأمر يصح مع جميع الصناعات، فما بالنا بخالق كل الصناع، وكل الصناعات، وخالق الكون كله. عندما خلقنا اللهُ تعالى زودنا بكل ما نحتاجه لنحيا أفضل حياة ممكنة، وهو سبحانه يعلم أنه خلقنا في دار بلاء، ننعم حيناً ونتعب ونشقى حيناً آخر، لذا فقد أرسل إلينا كل التعليمات اللازمة لصلاح حياتنا، والتي لو طبقها كل إنسان لعاش حياة طيبة هانئة مهما كانت الضغوطات التي يتعرض لها، ومهما كانت المصائب التي تتنزل عليه من وقت إلى آخر. هذه التعليمات جاءت من خلال الأديان السماوية، والتي ختمها الله تعالى بدينه الكامل "دين الإسلام"، "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكُم نِعمتي ورضيتُ لكم الاسلام ديَنا" (3 / المائدة). ومن أهم التعليمات التي جاء بها ديننا الحنيف الصلاة، فهي عبادة وقربٌ من الله تعالى، فيها نتصل بمصدر كل راحة وكل سعادة، فيها نشعر أن لنا سند عظيم نلجأ إليه في كل وقت وحين، نبثه شكوانا ونطرح بين يديه آلامنا وأحزاننا بلا خجل أو حرج، تخيل أنك تعيش في قرية بها حكيم، كلما اشتدت عليك نوائب الدهر لجأت إليه فمنحك من الحكم والنصائح ما يريح به بالك ويهنأ به فؤادك، فما بالك بمالك حكم الوجود كله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم. إذا أظلم عليك ليل من الظلم والظلام وأرخى كل سدوله، فليس لك من نور يضيء حياتك إلا أن تسجد سجدة على أعتاب ملك الملوك تبثه ما في قلبك وعندها، وعندها فقط ستشرق دنياك بأمل ليس له حدود. فقط تقرب إليه.