14 سبتمبر 2025
تسجيلجريمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية، ومجزرة مروعة لم يسبق لها نظير، وجريمة دولية وفقا لكل المقاييس المعتمدة في القانون الدولي الذي تم انتهاكه بصورة سافرة، وفي استهتار غريب بالإنسانية والرأي العام الدولي، وتدخل إرهابي فج في قضية داخلية للشعب الروسي لم يحصل ما يماثلها إلا في التدخل النازي لصالح قوات الجنرال الإسباني فرانكو عام 1936 عبر مجزرة (الغورنيكا) الشهيرة التي خلدها الرسام الإسباني بابلو بيكاسو! الروس يمارسون اليوم في الأرض السورية أبشع صنوف وأشكال الإرهاب والبلطجة غير المسبوقة، فهم يستعملون مختلف أنواع الأسلحة المحرمة، وهم عبر وجودهم في مجلس الأمن يشرعنون الجريمة ويدافعون عن الإرهاب بمنطق أعوج لا يستقيم أبدًا في مواجهة الحقائق!، من الواضح إن الخطة الانتقامية الروسية المدعومة من النظام الإيراني في محاولة إجهاض الثورة السورية، وتدمير كل مراكز الثوار عبر استعادة المدن المحررة وضمها لصالح النظام المتهاوي العاجز تتطلب تدبير حرب إبادة بشرية كاملة يقف أمامها العالم عاجزا مصدوما ومرعوبا وهو يرى تكرار سيناريو تدمير العاصمة الشيشانية (غروزني) يتكرر في حلب ومدن الشمال السوري، رغم أن سوريا ليست أرضا روسية؟ ورغم أن تاريخ الإرهاب الروسي وقتل الشعوب كما حصل في آسيا الوسطى لم يسبق له أن تكرر في الشرق البعيد عن الصقيع الروسي؟ ولكن العقلية الإرهابية لمافيا السلطة الروسية قد أصرت على استحضار سيناريو الإبادة الجماعية مؤسسة لمصطلح (الهولوكوست الروسي في الشام) والذي يفوق بكثير الهولوكوست النازي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية؟، جرائم الروس التي أدانها العالم أجمع بعد أن تصاعدت حملات التنديد لا يبدو أن موسكو بصدد فرملة مواقفها الإرهابية، بل إنها بصدد التصعيد العدواني الفج والعمل الحثيث على إعادة إنتاج وصقل النظام السوري المنهار من خلال دعمه وحمايته دوليا وداخليا، ولعل كلمات الإرهابي سفير النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري واضحة وصريحة ومباشرة وهي تهدد بحرب الإبادة الشاملة وبكون لسوريا عاصمتان هما دمشق وحلب وبما يعني بأن تدمير حلب بالكامل وتحويلها لذكرى وأنقاض وتهجير أهلها هو هدف مركزي للهولوكوست الروسي المنطلق بقوة وتصميم وعدم مبالاة بالرأي العام العالمي، ولعل الفجيعة الكبرى تكمن في مواقف العالم العربي الصامتة فعليا عن إدانة واستنكار فضلا عن التصرف إزاء الهمجية الروسية، فباستثناء إدانة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد لا يوجد أي طرف رفع أصابع الاعتراض ضد الهمجية الروسية المدعومة إقليميا من إيران وعبر تصريحات رئيس مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي الذي اعتبر معركة السيطرة على اليمن ولبنان والعراق وسوريا معركة مقدسة! لن يتنازل النظام الإيراني ولا حلفائه عنها باعتبارها معركة المصير الواحد..؟، وفي ظل العجز الغربي الفاضح عن تحديد الأولويات والاكتفاء بمهرجانات اللطم والإدانة، والتردد والفشل الأمريكي بسبب موسم الانتخابات الرئاسية المثير للجدل والتأمل بهزليته هذه السنة!، فإن آلة القتل الشامل السورية مستمرة في الإنجاز والسحق والتدمير، كما أن حاملة الطائرات الروسية تستعرض قوتها في البحر المتوسط لتدعم الجهد التدميري للسلاح الروسي في البر السوري ولتتصاعد خسائر ومعاناة المدنيين السوريين بطريقة مروعة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا!، إنها الهمجية الروسية القذرة الإرهابية وقد تجلت بأبشع صورها في الشرق العربي لترسل رسالة واضحة للشعب السوري ومن خلفه شعوب المنطقة بأن الهولوكوست الروسي قد بات حقيقة!، وإن العجز الدولي المخجل المعيب والفضائحي عن ردعه وإيقافه قد بات من الحقائق الإستراتيجية المسلم بها في منطقة تتجه أوضاعها نحو جحيم وباتجاه نهايات مرعبة لا يعلم مداها إلا الله. المعركة في سوريا وبعد إنجلاء حقائق التحالفات الإقليمية التي أسست للهولوكوست الروسي الرهيب هي معركة إرادة شعب متحرر يتعرض للإبادة الفناء ويقاوم التسلط الدكتاتوري، وقوى إرهاب دولي غاشمة فقدت أخلاقياتها وتاهت بوصلتها وما علمت بأن يوم انتصار المظلوم على الظالم هو خارج عن كل مقاييس القوة المادية والجبروت والإرهاب الذي سيهزم مهما كانت التضحيات والخسائر.. السوريون الأحرار لن يبادوا أبدا، وسوريا لن تتغير ديموغرافيا فإرادة البقاء والانتصار على الطغاة تظل جوهر القضية ومادتها الأساسية، والهولوكوست الإرهابي الروسي القذر لن يمر بردا وسلاما على قادة الإرهاب الدولي..المجد للشهداء والعار للقتلة.