14 سبتمبر 2025

تسجيل

ابتسم للحياة (1)

28 سبتمبر 2016

أشرقت شمس النهار، وراحت تنشر اشعتها الذهبية على وجه الأرض النائمة. اهتزت العصافير فوق اغصان الشجر، مترنمة بنشيد عذب تُحَيّي به النهار الجديد، ونادى منادٍ حيَّ على الفلاح!! يوم جديد هدية من الرحمن. بدأ النيام يستيقظون من سباتهم العميق، الجميع غادر فراشه استعداداً لبدء يوم جديد حافل بحياة منوعة. إلا واحداً لم يستطع أن يغادر الفراش، لقد شلته أفكاره وجمدته في مكانه، ولسان حاله يقول: "لا أريد أن أستيقظ، اريد أن أنام فالسرير وثير دافئ، لماذا أستيقظ؟ لا يوجد شيء يستحق ان اقوم من أجله!"، وفي النهاية يغادر هذا المسكين فراشه، وهو متألم كأنما غادر انسان عزيز عليه، ويظل طيلة اليوم شاعراً بالضيق والاختناق والكآبه ينتظر اللحظة التي يعود فيها إلى فراشه العزيز!!.. وأنت أيها الأخ الكريم ـ والأخت الكريمة ـ هل مرت عليك تلك الاوقات؟ أو أوقات مماثلة؟ هل يأتي عليك وقت تشعر فيه بضيق في الصدر ورغبة في النوم، ولا تريد أن تقوم بأي شيء؟ اذا كانت اجابتك بنعم فالنصائح التالية ستعينك ـ بإذن الله تعالى ـ على تخطي مثل هذه المشاعر المزعجة: — 1 — قبل أن تنام توضأ، صلِّ ركعتين لله تعالى، اتل أذكار المساء، ولو استطعت اقرأ القليل من آيات الذكر الحكيم، ثم اكتب ماذا تنوي ان تفعل في اليوم التالي، اذا لم يكن لديك عمل او دراسة او اي شيء يشغلك، ضع لنفسك بعض المهام البسيطة، فمن الأهمية بمكان ان يكون لك ـ يومياً ـ أمور طيبة تقضي وقتك فيها. يمكنك ان تتطوع في احدى الجمعيات الخيرية، وتسهم في مساعدة المحتاجين. من اكثر الامور التي تساعد بها نفسك ان تفكر كيف تساعد وتسعد الآخرين، والقصة التالية توضح لك ذلك: ـ كانت هناك سيدة تعيش مع ابنها الوحيد.. كان بالنسبة لها هو كل حياتها، وفجأة توفي هذا الابن في حادث مؤلم، كادت السيدة ان تفقد حياتها حزناً على ابنها، وأَضحت مريضه لا ترى معنى للحياة.. ونصحها الجيران ان تذهب لحكيم القرية، حيث يمكنه ان يساعدها على أن تتغلب على حزنها. ذهبت هذه السيدة للحكيم، فقال لها: — "أريدك أن تُحضري لي حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن"، استجابة لطلب الحكيم نقرت السيدة الحزينة باب جيرانها الملاصقين لها، ثم طرحت على سيدة البيت سؤال الحكيم: — "هل عرف بيتكم الحزن قبل ذلك؟ "تنهدت صاحبة البيت تنهيدة عميقة، وذكرت لها ان زوجها مات من عدة اشهر، وترك لها أربعة أطفال يتامى لا تكاد تسد رمقهم من الجوع، تألمت بطلة قصتنا لحال جارتها، وبسرعة عادت إلى منزلها، وأحضرت بعض الطعام وساعدت جارتها الأرملة في اعداد طعام العشاء للأطفال، وفي اليوم التالي ذهبت إلى منزل آخر وطرحت على اصحابه نفس السؤال، فاكتشفت ان زوج جارتها مريض منذ ايام، وليس لديهم وسيلة مواصلات يمكنهم بها الوصول إلى المستشفى، فعرضت عليهم المساعدة وحملت جارتها وزوجها في سيارتها لأقرب مستشفى، وهكذا كانت هذه السيدة تطرق كل يوم باباً جديداً.. تُرى هل حصلت على بغيتها؟ هل وجدت حبة الخردل، التي كانت تبحث عنها؟ هذا ماستعرفه في العدد القادم من؛ نبع السعادة بمشيئة الله تعالى.