12 سبتمبر 2025

تسجيل

السباق الأمريكي - الميليشياوي على جثة العراق

28 سبتمبر 2015

في عراق الحرب والفوضى والطائفية الرثة والدمار المستمر والكوليرا العائدة بقوة بعد طول غياب!!، تتسارع الأحداث والتطورات، وتطفو على السطح صور مرعبة لأيام قادمة سوداء قد تعيد نتائج تداعياتها تشكيل الصورة الإقليمية والمستقبلية للعراق، فالميليشيات الطائفية الوقحة بمرجعيتها الإيرانية وقد تغلغلت وتعملقت وتوحشت وأستأسدت وطالت مخالبها، خلال مرحلة العهد (المالكي) الفاشل، قد أضحت اليوم بمثابة (عملاق ووحش نائم) ينتظر فرصة الانقضاض على ضحيته بالكامل!! منتظرين الفرصة السانحة للهيمنة المباشرة على العراق وإدارته من خلال الرؤية الإيرانية الصرفة المعجونة بالأحقاد الطائفية المتوحشة، فليس سرا أن قيادات ما يسمى بالحشد الشعبي بعد أن إنفضت عنها قواعدها التي هربت للمنافي ومعسكرات اللجوء الأوروبية باتوا يسابقون الزمن والأحداث من أجل محاولة تنفيذ السيناريو المثير المعد في مصانع الحرس الثوري الإيراني للانقلاب على السلطة بشكل مباشر وإعلان قيام الولاية العراقية التابعة لفلك (دولة الولي الفقيه في عصر الظهور)!! كما يقولون ويعلنون؟ فترتيبات الإنقلاب الميليشياوي المفترض قد قطعت أشواطا متقدمة للغاية في طريق التنفيذ؟ ولكن تسارع الأحداث وهروب عشرات الآلاف من الشباب العراقي وتعثر العمليات العسكرية ثم الدخول الأمريكي المباشر على خط الأزمة العراقية قد حول مسار الأحداث وأجهض سيناريو الإنقضاض والإنقلاب وجعل (اليوم الإيراني الموعود) مجرد أضغاث أحلام!!. وقيادات الحشد من أمثال أبو مهدي المهندس وهو رأس حربة إيرانية متقدمة في العمق العراقي ورفاقه في تنظيم عصابة بدر أو كتائب حزب الله أو العصائب باتوا على قناعة كاملة بضرورة ترحيل رئيس الحكومة حيدر العبادي واستبداله بقيادي آخر من حزب الدعوة الفاشل الحاكم لكي يمكن الإستمرار في سيناريو الإنقلاب؟ والجهود الميليشياوية منصبة اليوم على تعيين الدعوي خلف عبد الصمد أو الغامض طارق نجم ليكون أحدهما رئيسا لحكومة أزمة إنتقالية تمهد الطريق لسيطرة جماعة إيران المباشرين على الحكم؟ خصوصا إن الوجود الأمريكي الميداني في غرب العراق وهو وجود متزايد قد أجبر الميليشيات على سحب عناصرها نحو العاصمة بغداد وبما يشكل ذلك من خطر حقيقي على الأمن الأهلي والسلام الاجتماعي وعلى الحالة الأمنية في العاصمة، فالعصابات الطائفية الوقحة باتت تعمل على أكثر من محور سواءا في مهاجمة الناشطين المدنيين وإتهامهم بالعمالة للإميركان رغم أن جلهم من أهل اليسار العراقي! أو من خلال الإستعداد للمواجهة مع الجنود الأمريكيين نفسهم الذين يعدون العدة للمشاركة القتالية الإستشارية أو التكتيكية في معارك الأنبار والموصل القادمة التي يريدونها أن تخاض بقوة الجيش العراقي المدعوم أميركيا وليس بقوة الميليشيات المدعومة إيرانيا!، قادة الميليشيات يعلمون علم اليقين بأن بعضهم مطلوب للعدالة في أميركا أو الكويت من أمثال أبو مهدي المهندس! وإن الصمت عنه وعن عدم إثارة أو تحريك ملفه القانوني والجنائي لايعني أبداً الصفح عنه!! بل يعني أشياء تكتيكية لم يحن أوانها بعد!!؟.المعارك القادمة في العراق ستكون حاسمة لكون مساراتها ونتائجها ستقرر مستقبل العراق خلال العقود القادمة، وهي معارك ذات أبعاد إقليمية كبرى تتجاوز بكثير الوضع الداخلي، والسباق بين المشروعين الأمريكي المتعثر والإيراني المتقدم هو اليوم في مرحلة كسر عظم حقيقية، فالميليشيات ترى بأن أي إنتصار وتقدم للجيش الحكومي العراقي معناه نهايتها وتلاشيها، كما أن تعزيز سلطة الدولة المركزية لايخدم أبداً أجنداتهم وتطلعاتهم ورؤى قيادتهم المركزية في طهران لكون الهدف الإيراني هو ضمان السيطرة الكاملة على العراق وهو الأمر الذي لايمكن تحقيقه أبداً في ظل الوجود الأميركي المتجدد، فدولة الميليشيات التي اقامها نوري المالكي منذ عام2011 بعد إعلان الإنسحاب الأمريكي وترك العراق لإيران وأتباعها باتت اليوم في ساحة اختبار حقيقي ونهائي.. رد الميليشيات الميداني سيكون دمويا ومباشرا من خلال اختراق ساحات التظاهر الجماهيرية والقيام بعمليات خطف وتفجير وإغتيالات وإثارة فوضى ستشوش على مجمل الخطط الحكومية والأميركية تحديدا للخروج من عنق الزجاجة وحالة الفشل السلطوي، الميليشيات الوقحة لا تمتلك من أساليب لإدارة الأزمة إلا أسلوبها المعروف وهو التخريب المستمر.. الأمر الذي يجعل الأيام العراقية القادمة مفجعة!، إنه السباق القاتل في طريق بناء الدولة أو تخريبها بالكامل!.