11 سبتمبر 2025
تسجيلفرضت حكومة بنيامين نتنياهو التي تتكون أغلب حقائبها الوزارية من عتاة قطعان المستوطنين معادلة صراع جديدة، أو ما تطلق عليه قواعد اشتباك في القدس المحتلة، تقوم على السماح لقوات الاحتلال، سواء من الجيش أو الأمن، بإطلاق الرصاص الحي على راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، من قبل الشباب الذي يقاوم الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، والعبث بباحاته وأبوابه التاريخية ووقف الصلاة فيه، وهم نفر من أبناء فلسطين نذروا أنفسهم للدفاع عن أولى القبلتين وقدس أقداس فلسطين، والذي تسعى هذه الحكومة الموغلة في تطرفها واستهجانها بأرواح الشعب الفلسطيني، واختراقاتها لمحددات القانون والشرعية الدولية وكل ما عرفته الإنسانية من قواعد تنظم حالات الاحتلال. وعلى الرغم مما يبدو من تداعيات هذه الخطورة، خطورة تداعيات العدوان الصهيوني على القدس والأقصى، فإن ردود الفعل العربية والإسلامية تجاهها، توقفت عند حد البيانات المنددة والمستنكرة، والتي تناشد المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على الكيان الصهيوني لوقفها وهو أمر لا يعيره - أي الكيان – اهتماما يذكر.وثمة ملاحظة جديرة بالإشارة إليها في هذا السياق، تتمثل في أن الرأي العام العربي والإسلامي يبدو غارقا في سباته، فلم تتحرك جموع غفيرة إلى الشارع للتنديد بعدوانية قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال، وهو ما ينطوي على رسالة شديدة السلبية لحكام تل أبيب، قد تعطيهم مبررا للاستمرار في أعمال الاقتحام والحفر والانتهاك للأقصى.وخطورة ما يجري في القدس، لا تقف عند حد الاقتحامات التي باتت تتكرر بشكل يومي للأقصى ولكنه يمتد إلى كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومصادرة أراضي الأوقاف الإسلامية والكنائس المسيحية، ويتم تمزيق القرآن وإحراق الإنجيل من قبل قطعان المستوطنين، بالإضافة إلى تدفق أموال طائلة تقدر بمليارات الدولارات من قبل حكومات وأفراد وجمعيات، سواء في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لدعم مشروع حكومة نتنياهو لتهويد القدس، الأمر الذي يؤشر إلى أن هذه المشروع يحظى بإسناد مالي خارجي كبير ومستمر، بينما في الجهة الأخرى، أي الجهة العربية والإسلامية - والكلام للسفير محمد صبيح في لقاء خاص مع كاتب هذه السطور– فإن هناك قرارات كثيرة متخذة، سواء على مستوى القمة أو على مستوى وزراء الخارجية، لتوفير دعم مالي، سواء للقدس أو للأقصى وهناك صناديق مالية خصصتها قمم عربية لذلك، ولكن كثيرا من الدول لم تقم بدفع مستحقاتها في هذه الصناديق وفي غيرها، ما دعا الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورتهم الـ144 إلى التشديد على المطالبة بالوفاء بهذه الالتزامات، فضلا عن أهمية القيام بأكثر من ذلك من خلال التصدي لهذه الهجمة الشرسة من قبل حكومة نتنياهو والمستوطنين والمدعومة عسكريا وسياسيا وماليا وإعلاميا من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.وحتى نكون صادقين – يضيف صبيح - فلنضع كل الأمور بوضوح على المائدة وفي الضوء، فإذا كانت هناك مؤسسات داعمة لإسرائيل في تهويد القدس على المستوى غير الرسمي، فثمة علامة استفهام على ما تقدمه شعوب أمتنا العربية والإسلامية للقدس وسكانها ولمساجدها وأطفالها ونسائها الذين يقفون في وجه الآلة العسكرية الصهيونية.