16 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤثّرات لا ساحِرات

28 سبتمبر 2014

نحتاج الى المرأه الناقدة، في الأعمال الأدبية طبعًا، مع التقدير لبعض الناقدات اللواتي هن بحاجة الى أن يتعرف عليهن الوسط الأدبي بجدية أكثر. فمن خلال دراستي للحركة النسائية النقدية في الآداب الأوروبية استوقفتني بعض الآراء التي تبحث في أصل الأسطورة وأثرها على التفكير الجمعي بحيث يكون للمرأة في التاريخ جذر من الشخصيات التي تحمل ملامح الألوهية والتقديس، مما يُحدث الاقتداء بهن نوعاً من التغيير الإيديولوجي الساكن. وطالبت الناقدات الأوروبيات بضرورة وجود شخصيات نسائية ذات بعد أسطوري واستلهامي (Myth) لاستبدال الموجود منها خاصةً، تلك التي ابتكرها المجتمع البطريركي وجعل منها إما ساحرات وإما كائدات.. هنا أتساءل كيف للمرأة العربية (سواء الناقدة أم المبدعة بالعموم ) أن تستغل هذا البعد في التغيير وكسر الصلب من القشور المتراكمة على ثقافتنا ومفاهيمنا؟! علماً أن تراثنا وتاريخنا الثقافي والديني مليء بالشخصيات النسائية المؤثرة؟ فإذا أخذنا بعض الأسماء على سبيل المثال لا الحصر، نستطيع أن نذكر السيدة مريم عليها السلام.. إضافة إلى ذكرها في القرآن الكريم، ولها من الأثر والبعد النفسي ما يجعلها مؤثرة في تقارب الأديان والإنسان. وكذلك السيدة خديجة أولى زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) مما كان لها من دور اقتصادي في حياته حتى أنه لم يتزوج في حياتها أخرى. أمّا أم سَلَمَى فقد كان يصحبها في غزواته ويستمزج رأيها في معظم المواقف وخاصة السياسية منها. فقد كانت من سادة بني قريش وعلى حكمة ورأي سديدين. فهي من أشارت عليه بالخروج الى المسلمين عندما غضبوا من صلح الحديبية، وطلبت منه أن يحلق وينحر عندها، واقتدى به المسلمون جميعًا.. إن إزالة الغبار بلمسة الأم حين تكتب تاريخها المسكوت عنه لأجدى مما يُكتب بيد غيرها، ويُرفد بما يتناسب معه. هذة دعوة للباحثات العربيات على غرار ما تقدمه الباحثة الكبيرة فاطمة المرنيسي ليلقين الضوء على ما طمس التاريخ من أعلامنا النسائية ودورهن المباشر وغير المباشر في حركة الزمن.