11 سبتمبر 2025

تسجيل

أين العرب من الحب .. الكعكة الأمريكية

28 سبتمبر 2012

دخل العام الانتخابي الأمريكي مراحله الصعبة والمريرة والمريبة أيضا، حيث تشهد هذه الفترة في أغلب الانتخابات الأمريكية تبادل الاتهامات بين المرشحين الرئاسيين من كلا الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي. وتحاول إسرائيل في هذه الفترة بالتحديد استمالة كلا المرشحين عبر التهديد والوعيد وكيل الاتهامات لهما معا أو كلاهما من أجل هدف واحد هو تحقيق مصلحتها العليا وليس مصلحة المواطن والشعب الأمريكي، ناهيك عن الابتزاز الذي تلعبه أي حكومة إسرائيلية في تلك المرحلة للخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب العسكرية والمساعدات الاقتصادية لتل أبيب بما يخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي على الجلوس في منصبه. ولم لا، فقد غرف من النعم الأمريكية لمصلحة إسرائيل. هذه المرحلة الصعبة يصورها حاييم صابان مدير مركز صابان للأبحاث السياسية أو مركز ( سابان) باللغة الإنجليزية ومقره الولايات المتحدة، بقوله :" إنه كيهودي -أمريكي - إسرائيلي سيرشح باراك أوباما في انتخابات الرئاسة المقبلة".. وهنا يدافع صابان عن الرئيس الأمريكي الذي يتعرض لحملة شعواء من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو حاليا. ويركز صابان دفاعه على أن أوباما أقام علاقات صداقة ممتازة مع إسرائيل وحافظ على أمنها وأكد أنه سيحميها من أي تهديدات أجنبية لتكون صخرة صعب الاقتراب منها. ويستنكر صابان وبالمناسبة هو من جذور مصرية، ما يقوله المرشح الجمهوري ميت رومني بأن أوباما رمى إسرائيل تحت الحافلة. ولكن الرئيس الأمريكي في نظر صابان على عكس ما اتهمه به منافسه، اتخذ إجراءات صلبة من أجل الحفاظ على إسرائيل قوية اقتصاديا وأمنيا وعسكريا، وهو ما سبق وصرح الرئيس الأمريكي بأنه " التزام غير قابل للنقاش أو التفاوض". ويشير صابان إلى أن أوباما عندما زار إسرائيل قبل انتخابه في السباق الماضي رأى كيف يتعرض القرويون الإسرائيليون للقصف من قبل سكان غزة، فقرر أنه في حال انتخابه كرئيس تقديم الدعم الأمني واللوجستي لنظام الدفاعي الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم " القبة الحديدية" لحماية سكانها، وهو ما نفذه بالفعل عندما جلس في البيت الأبيض. كما قرر زيادة حجم المساعدات لهذا المشروع في يوليو الماضي بمبلغ 70 مليون دولار بالإضافة إلى مبلغ الثلاث مليارات دولار التي تقدمها الولايات المتحدة سنويا لإسرائيل. كما أن أوباما لم يسبق أن يهدد بقطع المساعدات الأمريكية عن إسرائيل كما فعل جورج بوش الأب الذي قرر وقف المساعدات ما لم تلتزم إسرائيل بقرار وقف الاستيطان. ويوجه صابان سؤالا مهما إلى كل من يهتم بمستقبل العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويرد بنفسه الإجابة بأن أي مواطن إسرائيلي لم يكن يتخيل أن تكون العلاقات الإستراتيجية أفضل مما هي عليه الآن. ويقتبس عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قوله في هذا الصدد :" تشهد العلاقات بين البلدين أفضل أوقاتها".. فالتعاون يشمل علاقات أوثق في المجال المعلومات المخابراتية بما فيها التعاون العسكري لإحباط أي مخططات إيرانية. ويستنكر صابان ما يردده المرشح الجمهوري ميت رومني الآن من توجيه الاتهامات والانتقادات إلى نظام أوباما المتعلق بالتعاون مع إسرائيل، ويحاول الباحث اليهودي الأمريكي تذكير رومني بأن جورج بوش الابن فشل في تحجيم النظام الإيراني من مد عضلاته في المنطقة، وأنه هو الذي سمح للإيرانيين باللعب في العراق. في حين نجح أوباما في إقناع روسيا والصين في المشاركة في الحصار الاقتصادي على إيران، وتحديدا في إقناع روسيا في منع توريد نظامها الصاروخي إلى إيران. وفي المقابل، لم يحدد رومني كيف سيمنح إيران من تطوير مفاعلاتها النووية، على العكس تماما من موقف أوباما الذي أعلن مباشرة خططه لإحباط المشروع النووي الإيراني وكذلك تحديد خطط بديلة لاحتواء الملف النووي الإيراني، مثل قراره بنشر قوات إضافية في منطقة الخليج وتعليماته لعسكرييه بوضع كافة التصورات العسكرية لمواجهة إيران في حال قررت توجيه أسلحتها نحو إسرائيل. خاصة وأن الرئيس الأمريكي الحالي وليس المرشح رومني يعلم علم اليقين بأن إيران لم يسبق لها تهديد الولايات المتحدة أبدا وإنما دائما توجه تهديداتها إلى إسرائيل، وكذلك يعلن أوباما دائما أنه سيظل داعما لإسرائيل. والأمر المؤكد الذي يريد صابان توجيهه للأمريكيين الديمقراطيين والجمهوريين في الوقت الراهن، إن عليهم أن يأخذوا مواقف أوباما مأخذ الجد وإلا يتخلوا عنها مستقبلا، وبالتالي التصويت له في الانتخابات المقبلة. ومن دلائل دعم أوباما لإسرائيل كما يحددها صابان أن العالم تخلى عن إسرائيل في المحافل الدولية بعكس الرئيس الأمريكي الذي أحبط خطط الفلسطينيين في إعلان الدولة من خلال مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. ناهيك عن التصويت ضد قرار دولي يندد بالمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ثم بعد كل هذا يأتي السيد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ليخاطب أوباما بلهجة آمرة ويطلب منه تحديد خطوط حمراء أمام النظام الإيراني بما يخدم دولة إسرائيل في شن هجوم عسكري شامل على المنشآت الإيرانية النووية لوقف الطموحات الإيرانية إلى الأبد. فنيتانياهو يستغل فترة الانتخابات ومدى حاجة كل مرشح إلى أصوات اليهود والدعم المالي لهذا اللوبي الخطير، ويطالب الرئيس الأمريكي بضرورة عدم التخلي عن إسرائيل في الوقت الراهن.. كما يستغل مزايدات رومني لأوباما بأنه لم يفعل بعد ما يفيد إسرائيل ويعمل على تأمينها!! ورغم ما سبق من تصريحات وموقف حاييم صابان الباحث اليهودي الإسرائيلي الأمريكي الذي شدد على أن أوباما فاق كل أسلافه في خدمة إسرائيل ومستقبل إسرائيل، وأن ما فعله أوباما يعادل كل ما فعله الرؤساء الأمريكيون السابقون له.. يصعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو، من تهديداته بمهاجمة إيران، قائلا إنه إذا رفضت القوى العالمية تحديد خط أحمر لبرنامج طهران النووي فلا يمكنها أن تطالب إسرائيل بعدم شن هجوم. وبادر مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتصعيد جديد في الخلاف مع الإدارة الأمريكية، وهذه المرة من خلال مهاجمة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لأنها أعلنت عن رفض واشنطن طلب إسرائيل تحديد خطوط حمراء أمام إيران. واتهموها بأنها تسهل على الإيرانيين التقدم في عملية صنع قنبلة نووية. ويشترك نيتانياهو وبعض مسئوليه في هذا الزعم حيث يؤكدون أن إيران لن توقف مشروعها النووي إلا إذا وضع العالم أمامها خطوطا حمراء واضحة تقول إنه في حال امتناعهم عن كذا في موعد محدد ما فسوف يدفعون ثمنا باهظا.  فنيتانياهو يقول :" إنه حتى الآن، نستطيع أن نقول بوضوح إن الدبلوماسية والعقوبات على إيران لم تكن فعالة.. إنها أصابت الاقتصاد الإيراني، ولكنها لم توقف البرنامج النووي الإيراني. هذه حقيقة، وحقيقة أخرى هي أن كل يوم يمر تقترب إيران من القنبلة النووية. وإذا علمت إيران أنه لا يوجد خط أحمر أو موعد أخير (ديدلاين)، ماذا ستفعل؟ ما تعمل اليوم بالضبط - أنها تواصل العمل دون هوادة من أجل امتلاك القدرة على تصنيع أسلحة نووية ومن ثم امتلاك الأسلحة النووية". ثم يتساءل نيتانياهو :" يقول العالم لإسرائيل إنه يجب عليها أن تنتظر لأنه يوجد وقت كاف، وأنا أتساءل: لم الانتظار؟! إلى متى؟! وليس لأولئك في المجتمع الدولي الذين يرفضون وضع خطوط حمراء أمام إيران الحق الأخلاقي بوضع ضوء أحمر أمام إسرائيل".  ربما كان ما سبق رغم أنه يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل وأمريكا، لدلالة واضحة على مكانة العرب في السياسة الخارجية الأمريكية.. وهذا نزر قليل من بئر عميق.