10 سبتمبر 2025
تسجيلانقضى شهر الصيام والحمدلله الذي بلغنا الله قيامه وصيامه، ونسأل الله القبول، بالأمس كنا نبارك بحلول شهر رمضان، وبغمضة عين نبارك بحلول العيد، فما هذه الحياة الدنيا إلا ساعات، ونرجو أن نستغل الساعات فيما يرضي الله تعالى.. بدايةً نبارك لكم حلول عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات. يبدأ المسلمون باإعلان فرحة العيد بالساعات الأولى بعد صلاة الفجر بقليل، فصلاة العيد هي إعلان ببدء الفرحة على نفوسنا، تنطلق أصوات المساجد بقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً )، يا لها من تسبيحات تجعل المرء يستعشر معاني الدين، لنقف لحظة ونرى أن ديننا لا تخلو فيه ساعة من ذكر الله (فالحمد لله على نعمة الإسلام)، لا نريد أن نستقبل العيد بالأغاني الماجنة التي تذيعها القنوات، بل نريد مقاطعتها كما كنا في رمضان (اللهم ثبتنا على الدين). هذه المقالة تحمل بعض الذكريات الجميلة أرجو أن تكون خفيفة وتنال رضى القراء، لنرجع بالذاكرة قليلاً، وننظر كيف كان عيدنا منذ أزمان، ذكريات العيد دوماً أكررها وفي كل سنة، أشعر أنني أرجع بذاكرتي عشرين سنة (الى الوراء)، وأستشعر العيد كيف كان، للعيد في تلك الأيام طابعه الخاص الذي لا نجده في هذه الأيام، كانت لرائحة الحناء في ليلة العيد رائحة جميلة تجعلنا نتلهف ان يمر الليل بسرعة البرق كي نحضن بالغد (العيادي)، كنا قبل العيد بأيام ندور حول الفستان الجديد الذي يجملنا، ونكون بأبهى زينتنا، وما أن نلبسه حتى نفرح فرحاً شديداً ونتجادل أينا فستانها اجمل وليس الأغلى كما اليوم نفعل، ما أن تنتهي الصلاة نبارك للوالدين، ونتسارع لطرق الأبواب وجمع أكبر عدد من (الريالات)، ونفرح بها فرحاً ولو كانت بحوزتنا خمسون ريالاً، وهل يا ترى كانت العيديه لنا، لا والله لم نكن نريد ان تظل بين ايدينا (كنا نعطيها كهدية لامهاتنا)، رحم الله كل من فقد والديه، هم رحلوا ولكن في قلوبنا ذكراهم ذكرى أبديه، وبالمساء كنا نلعب بالطرقات، كانت الحياة بريئة لا خوف ولا ضجر، بل كان الأهل يتركوننا الى منتصف الليل، كنا فعلاً نشعر بأننا نعيش أجواء العيد نلهو ونمرح، ونتناول الحلوى التي فعلاً خصصت للعيد، وهي تعطي للعيد معنىً جميلاً، إنها أيام رحلت، وليتها تعود ونشعر بفرحة العيد. اليوم لا نشعر بتلك الفرحة، تغيرت أمور كثيرة، لم يعد العيد كما كان، تغيرت نفوس البشر، تغير كل شيء حولنا، وهذا ما يجعل عيدنا يفقد معناه الذي نريد (فالله المستعان على عباده). هذه كلمات تمر بخاطري في هذه المناسبه ولا أريد أن أكتمها في قلبي، وتقبلوا مني أجمل التهاني بهذه المناسبة السعيدة (وكل عام وأنتم بخير). لحظة: لكل من فقد والديه أو أحدهما، كما هو حالي أنا، أقول: لا تنسوا أن تعطوهم هدية بسيطة.. هي الدعاء، فهم لا يريدون منا الدمعات، بل يريدون أن ترفع الأكف بين يدي الرحمن، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، رحمكِ الله يا (أمي) وجعلكِ سيدة من سيدات الجنة، إنه قريب مجيب. بصمة حب: صاحبي لا أريد منك (هدية ولا حلوى العيد) فأنت ألذ وأطيب هدية بالوجود، ولن أقول لك (عيدك مبارك) كما يقولون لك، بل أقول (زادك الله جمالاً ويا فرحة العيد بك، فأنت من يزين العيد بوجوه، لا حرمني الله منك، فانت عيدي ومصدر سعدي). [email protected]