07 أكتوبر 2025

تسجيل

النفس عزيزة (2)

28 أغسطس 2013

أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس الإنسانية لأنها اعظم ما خلق وأبدع، وجعل قسمه بها سابع قسم شمل خلق السموات والارض قال تعالى في سورة الشمس (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * ونفس وماسواها ) سورة الشمس الآية من(1 ـ 7) ثم بين الله تعالى انه ألهم نفوسنا دوافع الخير ونوازع الشر (فألهمها فجورها وتقواها ) آية رقم (8) ولكن هذا الخير وهذا الشر ليس قدرا مسيطرا على شخصية الانسان بل يمكن للإنسان ان يزكو بنفسه ويرقى بها وبإمكانه ان ينحط ويتدهور بشأنها وبين الله تعالى ذلك في سورة الشمس آية رقم (9، 10) (قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها) وكان النبي يكثر من هذا الدعاء (اللهم آت نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها، انت وليها ومولاها) وكان عليه افضل الصلوات يقول: (إياكم إياكم إياكم ومسألة الناس فإنهم إنْ أعطوكم أذلوكم وإنْ منعوكم أهانوكم) ويقول علي رضي الله عنه: (من عزت عليه نفسه ابتعد عن ثلاثة مواضع.. ابتعد عن التزلف للناس حتى لا تحتقر.. وابعدها عن مواطن الشبهات حتى لا تتهم.. وابعدها عن محارم الله حتى تنجو من العقاب) وهذه دعوة خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه إلى عزة النفس فمن عرف لنفسه قيمتها صانها من المذلة وابتعد عن مواقف الهوان فعزت عليه وعزت على الناس وعند الله شأن عظيم ومكانة عالية من التبذل والنزول بالهوان، وبين ذلك في قوله تعالى بسورة البقرة آية رقم (273)(يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً). ودعاؤنا الدائم يجب ان يكون (اللهم ربنا لاتكلنا إلى أنفسنا فنعجز ولا تكلنا إلى الناس فنذل). أخيرا: ـ أقوال مأثورة عن عزة النفس يقول المتنبي: (عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود) يقول الأخطل الصغير: (نفس الكريم على الخصاصة والأذى هي في الفضاء مع النسور تحلق) يقول عنترة بن شداد: (لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل)