14 سبتمبر 2025
تسجيلمسكينة هي أميركا.. نعم أقولها أنا الكارهة لسياستها وعنصريتها تجاه قضايانا العربية والإسلامية.. مسكينة لأنها تعاني كره البشر وعداء القاعدة وتكاد تنهار من الأزمة الاقتصادية التي صنعتها لنفسها وقضت على العالم وراءها واليوم فهي المسكينة فعلاً بعد إعلانها لعدو جديد يواجهها وهو في الظاهر يبدو عدواً صغيراً تافهاً لكنه بلا شك فعال جداً بعد أن رصدت الأجهزة (الصحية) تحركاته المروعة ويكاد يهدد أمن الشعب الأميركي حتى إن الكثيرين يصف انتشاره مثل الإيدز!!.. عدو أميركا هذه المرة هي حشرة (البق) التي تعلق بالفراش والثياب والأرائك ولم تستطع المبيدات الحشرية القوية في القضاء عليها بعد أن اكتسبت هذه الحشرة مناعة طبيعية لها!..أنا لا امزح.. فقد أعلن البيت الأبيض استنفاره لهذه الظاهرة التي غزت فنادق نيويورك الراقية والمطاعم والبيوت ولم تستطع وزارة الصحة الأميركية التصدي لها بل إن مقاومتها زادت في انتشارها، وربما تصبح هذه المصيبة التحدي الفعلي لأوباما لإثبات جدارته بالوصول إلى البيت الأبيض والتنزه في ردهاته برفقة كلبه الجديد (بو)، الذي يبدو إنه سيكون مرتعاً خصباً لهذه الحشرة وسبباً قوياً في انتشارها من بوابة الحكم الأميركي!.. وربما يجد البعض أن هذه فكاهة لا يمكن إلا ان تجد منا شماتة ربما أو ضحكة نطلقها على أميركا التي ومن المؤكد إن معاناتها لن تتوقف صحياً فحسب ولكن سؤال يجول بخاطري الآن وهو هل ستجد واشنطن المسلمين والعرب المتهمين الحقيقيين وراء انتشار(البق) هذه؟؟ هل سترانا المدبرين الذين وقفنا وراء شكوى الآلاف من المستشفيات والفنادق والمطاعم والمنازل وترى من هذه الحشرة خلية إرهابية إسلامية الصنع تستحق أن يخصص لها الكونجرس الأميركي ميزانية مليارية لشن حرب على إحدى الدول العربية أو الإسلامية بدعوى نشر حشرة تفتك بالحياة الأميركية المرفهة وتعمل بعض الدول العربية (المعروفة) على مساعدة الصديقة الكبرى في حربها وتبرر لها هذا العدوان وذاك الهجوم؟!!.. أنا شخصياً لا يمكن أن أستغرب أن يكون هذا التفكير الأميركي القادم، خصوصاً إذا وصل مدى هذه الظاهرة إلى أبعد ما يمكن أن تستطيع واشنطن التصدي له بالطرق المعروفة. لم أكتب في هذا الموضوع للتندر به على أميركا التي استطاعت أن تغير عروشاً عربية وإسلامية وتبدل هويات أراض عربية وتنشر الفتنة الطائفية وتثير الفرقة وتنصر قوماً على قوم وتحول الصديق إلى عدو وبالعكس وتحكم وتبطش وتنهب وتغتصب وتقتل وتبرز جبروتها العسكري والاقتصادي وتتفاخر بزعامتها على العالم أن تأتي حشرة صغيرة تتغذى مثل أميركا على دم البشر لتكشف قناع الولايات المتحدة التي تقف حتى هذه اللحظة عاجزة مكبلة أمام آلية القضاء على (البق)!!.. بربكم ألا يبدو ذلك شيئاً غريباً يمكن أن يكون وراءه سر صغير من السهل جداً معرفته إن كان البصر بقدر كفاءة البصيرة لدينا.. من هي أميركا يا سادة؟؟ من هي هذه الدولة التي تولت الزعامة العالمية هدية منا ولم تكن رغماً عن أنوفنا كما نحب أن نداول هذه المعلومة الفارغة للأجيال العربية والمسلمة؟!.. من هي الولايات المتحدة الأميركية التي يقف شبابنا وأمل هذه الأمة طوابير لا تنتهي مع مد البصر أمام سفاراتها المنتشرة في جميع الدول العربية طلباً لتأشيرة صغيرة تسمح لهم بالدخول إلى أراضيها والسجود حمداً لله عز وجل أن وفق مساعيهم لتحقيق هذه الحلم الأكبر؟!.. من الذي صنع جبروت أميركا وقوة أميركا وسطوة وسلطة هذا البلد القابع في قارة نائية عن مستنقعنا العربي الضحل؟.. من هي هذه الدولة التي تنهار اليوم من حشرة صغيرة وتجبر مكاتب الحكومة على الاستنفار والتحرك أمامها رغم اختفائها في ثنيات الفراش وأغطية الأرائك وسكوتها وعملها الدؤوب بصمت؟!!.. ألا يمكن ان يكون هذا درساً خفياً لمن لا يعتبر ويرى في مخازن أسلحته التي باتت تشكو الصدأ وتراكم الغبار والأتربة فرصة لأن ينفض هذه الرمال عن عتاده ويجربه فعلاً لا فرجة في العروض العسكرية التي يغلب عليها الأناقة والترتيب والجمال والفخامة؟!.. ألا يمكن أن تعطينا حشرة البق هذه والتي تغزو وجاهة أميركا وفنادقها الهوليوودية التي تصرخ امتعاضاً وشكوى منها رغم إن أفقر البيوت العربية وربما أشدها قذارة لم نسمع منها الشكوى ذاتها ملاحظة صغيرة بأن القلة تغلب الكثرة والشجاعة يمكن أن تكون معبراً لهدم أسطورة الجيش الاميركي الذي لا يـُقهر؟!.. وأنا طبعاً لا أدعو لحرب أميركا فليس من مصلحتي أن أكون عدوة لها رغم إن الواقع ربما يقول عكس ذلك، ولكن نحن من جعلنا هذه الدولة عملاقاً وقلصنا أنفسنا لنصبح اقزاماً.. نحن من جعلنا البيت الأبيض مزاراً مباركاً واعتبرنا أولى القبلتين وثاني الحرمين ومقدساتنا الإسلامية في فلسطين آثاراً أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد كما كانت والدنيا تتطور يا جماعة!!.. نحن وليس غيرنا من وضع لواشنطن خريطة طريق سهلة ميسرة لنا ولعروشنا وأراضينا ودمائنا وثرواتنا وقلنا تفضلي أنت الداخلة ونحن الخارجون!!.. فهمنا الكرم العربي بشكل غير ما أقر به الإسلام ودلنا عليه وكأن الكرم لا يمكن أن يسمى كرماً بغير شقف من أراض وآبار نفط وشعوب مغلوبة على أمرها وكراسي حكم مكسورة القوائم!!.. تباً وماذا كانت أميركا قبل أن تجد فينا الفرقة والتفكك وتغليب المصالح الشخصية على مصالح الشعوب وتستغل كل ذلك دون أن تجهد عقلها في التدبير والتخطيط للغباء المستفحل فينا؟!!.. يبدو إن (للبق) عقولاً أكبر من عقول اثنتين وعشرين دولة عربية مجتمعة!!..ياللهول إن كان ذلك حقيقة فحينها ربما يدعو البعض لو كان بقاً!!!. فاصلة أخيرة ربما أضحك يوماً.. من يدري فقد يختاروني صدفة لأقدم دعاية لمعجون أسنان!!