13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد أن نجحت حكومة إسرائيل في تأمين خروج المجرم الدبلوماسي الذي قتل أردنيين اثنين بدماء باردة استقبله رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو استقبال الأبطال، وقد كشفت مكالمة مسربة لنتنياهو مع سفيرة إسرائيل لدى الأردن عن زهو كبير وكأن ما قام به المجرم هو عمل بطولي في حين أنه عمل خسيس.الأردنيون بدورهم شعروا بالخذلان لأن حكومتهم وافقت على السماح للقاتل الخروج من عمان من دون تحقيق بحجة أنه دبلوماسي ومحصن وفقا لاتفاقية فينا، وزاد من الطين بلة الطريقة التي استقبل بها هذا القاتل من قبل حكومته! لا أعرف لماذا استغرب الأردنيون هذا السلوك المعيب للحكومة الإسرائيلية وكأن هذا يحدث للمرة الأولى، والحق أن الإسرائيليين بخطوتهم هذه إنما يعبرون عن منهج متأصل لدى الصهاينة يستهتر ويستهزئ بدماء العرب وبأرواحهم بدليل السجل الطويل في تقتيل الفلسطينيين وغيرهم.لا يبدو أن هناك حدودًا للاستهزاء الإسرائيلي، فقيام الإسرائيليين بقتل العرب أمر اعتدنا عليه، والأنكى أن الجانب الإسرائيلي لا يحاكم القتلة، وعندما يعرف السبب يبطل العجب، فالإسرائيليون لا يفهمون سوى لغة القوة والصمود وليس لغة الشجب والاستنكار والإدانة، فمثلا لولا صمود الفلسطينيين الأسطوري في معركة الأقصى الأخيرة لما قامت إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات بالغة الدقة، فعندما تكون كلفة فرض الإملاءات الإسرائيلية عالية تتراجع إسرائيل وهذا هو الدرس الذي كان على الأردن أن يستوعبه.بعيدا عن اتفاقية جنيف وفيما إذا كان القاتل هو دبلوماسي أو مجرد ضابط أمن، كان الأنسب لو عبر نتنياهو عن أسفه عن وقوع جريمة القتل ابتداءً، غير أن ذلك لم يحدث، فحتى قبل أن يسمح الأردن للقاتل بالخروج الآمن من عمان تحدث نتنياهو قبلها بليلة بلغة الواثق بأنه سيستعيد ضابط الأمن وأن الإسرائيليين قاموا بذلك من قبل! هذه اللغة الاستعلائية التي لا تقيم وزنًا حتى لبلد "صديق" مثل الأردن تعكس بنية ذهنية متجذرة في تعاليم دينية يهودية تقسم العالم إلى اليهود والأغيار، بمعنى يمكن قتل الأغيار إن كانت هناك ضرورة دون أن يذرف اليهود دمعة واحدة!وفي الأثناء فإن عضوًا في الكنيست الإسرائيلي قد غرد على تويتر قائلا بأن إسرائيل تحمي "مؤخرات" الأردنيين وأن الأردنيين بحاجة إلى تأديب! ربما يقصد أن التنسيق الأمني بين الأردن وإسرائيل والتاريخ الطويل من التعاون الأمني بين البلدين جنّب الأردن الكثير من المتاعب، غير أن عضو الكنيست يتناسى بأن الأردنيين انتفضوا لكرامتهم ولم يعتدوا على أحد، فالقاتل هو إسرائيلي وإسرائيل أقل من يؤدب الأردنيين رغم خذلان الحكومة الأردنية للشعب الأردني عندما سمحت للقاتل بالعودة إلى إسرائيل من دون محاكمة أو تحقيق.وحتى نتجنب المزايدات، نعرف حدود تأثير الأردن على إسرائيل ولا نبالغ بها، لكن على الأقل على الحكومة الأردنية أن تعمل ما في وسعها لإجبار نتنياهو على القيام بخطوتين من شأنهما تخفيف الاحتقان والمرارة والقهر. فالمطلوب تقديم اعتذار رسمي من الحكومة الإسرائيلية على هذه العملية البشعة وبخاصة أن عملية عودة القاتل رافقتها حالة من التشمت بالأردنيين، والثانية، على إسرائيل أن تقدم القاتل لمحاكمة وفقا لاتفاقية فينا أيضا. فعندما التزمت الحكومة الأردنية باتفاقية فينا وقامت بتسليم القاتل على إسرائيل أن تلتزم بنفس الاتفاقية أيضا وتقدم القاتل للمحاكمة. أراهن بأن المحاكم الإسرائيلية ستبرئ القاتل بحجة أنه كان في موقع الدفاع عن النفس غير أن إسرائيل بهذه الحالة تعرض حياة مواطنيها للخطر لأنه لا يمكن استبعاد سيناريو الرد من قبل أردنيين.