19 سبتمبر 2025
تسجيلأفكر كثيراً في سبب تأخر "العرب" وتقدمنا نحن، فنحن نخترع لهم كل شيء يسهل حياتهم، ومع ذلك لا نرى منهم تقديراً كافياً، فهم يروننا أعداء لهم، ولا يثقون بنا، يسافرون إلى دولنا في إجازاتهم، ومع ذلك يدعون علينا في منابر أماكن عبادتهم، يدرسون عندنا، ويأخذون من تعليمنا، ثم يتحدثون عنا وكأننا أقل منهم، اخترعنا لهم المكيفات والهواتف والتلفزيونات والجوالات والسيارات، ومازالوا يعتقدون أنهم أعظم أمة في العالم، رغم أنهم لم يسهموا في هذا العالم، كما أسهمنا نحن. يتعالجون عندنا وننقذ حياتهم، ونخفف آلامهم بالابتكارات العلاجية والأدوية، التي صنعناها، ولكن لم يقولوا يوماً "شكراً" من أعماق قلبهم.. أستغرب خجلهم من لغتهم، ومحاولتهم تعلم لغتنا للتحدث بها بينهم، وبين بعضهم، ليظهروا للناس أنهم مثقفين.. وأستغرب تسابقهم على المحلات، وإنجاز المعاملات بدون احترام الطوابير، والوقوف في الصف، وأستغرب عدم احترامهم للوقت، ففي كل مرة أحدد اجتماعاً، أرى الألمان والأمريكان واليابانيين يتأخرون أكثر من ربع ساعة بدون اعتذار، وفي كل مرة أقف فيها أمام المطاعم، لأطلب "تيك اواي" أرى مجموعة من الفرنسيين يرمون بقايا أكياس الطعام في الشارع، بعد الانتهاء من أكل وجباتهم في السيارة، وهذه أمور غير مقبولة أبداً. تعبت وأنا أحاول تفريقهم في كل مرة، يتنازعون فيها بسبب اختلاف أديانهم وألوانهم ومذاهبهم، وحاولت أن أعلمهم تقبل الآخرين مثلنا، ولكن لم أستطع ذلك. حاولت أن أفهمهم، ولكن أصبح الأمر معقد جداً بالنسبة لي، ولم أجد من يجيب على الكثير من الأسئلة التي تدور في بالي، فمثلاً: كيف تترك العائلات البريطانية أبناءها مع الخدم حتى أخذوا من لغتهم، وثقافتهم وتعلقوا بهم أكثر من عائلاتهم؟ والأغرب كذلك، رؤية عائلات أوروبية تقضي الإجازات بشكل غريب، فالزوجة تتسوق وحدها، والزوج يذهب للتنزه مع أصدقائه، والأطفال يذهبون إلى الأماكن السياحية مع خدمهم، الذين سافروا معهم للإشراف عليهم.. ومن الظلم أن نعمل نحن ليلاً ونهاراً في كتابة البحوث العلمية، وإنجاز مخترعات جديدة في الطب والتقنية والطيران، بينما هم يضيعون أوقاتهم في النزاعات المذهبية، أو حياة الرفاهية!! ومن الظلم أن نفعل كل هذا لهم، ثم يأتون ويقولون لنا بكل برود (لا مكان لكم في الجنة)، فهم يعتقدون أن الجنة لهم وحدهم، ولا مكان لنا فيها. كلمة أخيرة: أتمنى أن تكون وصلت رسالتي.