13 سبتمبر 2025

تسجيل

في رحاب رمضان 3

28 يوليو 2013

فضل الله سبحانه وتعالى بلادا على بلاد فمكة أحب بلاد الله الى الله ورسوله وفضل جبالا على جبال فأحد جبل يحبه الله ورسوله وفضل سبحانه وتعالى شهورا على شهور فشهر رمضان المبارك هو شهر الله وهو شهر الصبر واختار منه ليالي العشر، وفضلها بليلة القدر، وجعلها خيراً من ألف شهر، وها نحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان التي فيها من الفضل ما ليس لغيرها من الأيام فكما يقول علماؤنا هي خيار من خيار، وهي ميدان لتسابق الأخيار، وفيها يتميز الأبرار من الأشرار، والمتقون من الفجار، وهي عشر لها في الإسلام مكانة، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مزيَّة، فمن مزاياها أنها عشر المساجد إذ تلازم فيها المساجد، وتعمر بالطاعة والعشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، فضلت بليلة القدر وفضلت ايضا بنزول القرآن، يقول الله تعالى: " إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " ونزول القرآن فيها يدل على عظمتها، لأن القرآن عظيم، ويدل على بركتها، لأن القرآن مبارك، ويدل على أنه ينبغي إشغالها بالقرآن إذ هو أربح كلام، الحرف الواحد بعشر حسنات وفي العشر الأواخر فتحت مكة وتطهرت الى أبد الابدين من الأوثان والأصنام والمشركين بظهور الحق وزهوق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فأظهر الله دين الإسلام على جميع الأديان ولو كره الكافرون. وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاجتهاد فيها بشتى أنواع الطاعات قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها ومن اجتهاده عليه الصلاة والسلام انه في العشر الأواخر كان يحيي الليل كله بالتهجد والقرآن والذكر والدعاء والاستغفار وهذا يدل على أنه كان يتفرغ للعبادة ويشتغل بها، ويعمل للآخرة ويعرض عن الدنيا. ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر إيقاظ أهله للصلاة فكان صلى الله عليه وسلم يوقظ نساءه، ويوقظ علياً وفاطمة، وكان عمر يوقظ أهله، وتقول عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد مئزره "رواه مسلم ". ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله وترك الأموال والأولاد والدنيا والتفرغ للطاعة. وأخيرا نقول إننا إن كنا نجتهد في العبادة والصلاة وقراءة القرآن طوال أيام رمضان، فعلينا أن نكثر من الطاعات ونزيد من فعل الخير في العشر الأواخر منها، وأن نضاعف عملنا في العشر الأواخر، لأنه ربما نصادف ليلة القدر بهذه الطاعات فإنها تعادل عبادة ثلاثة وثمانين عاما وأربعة أشهر وهي أيام العتق من النار جعلني الله وإياكم من عتقاء النار ومن الفائزين بالنجاة والعتق من سعيرها ولظاها المشتعل اللهم آمين انه نعم المولى ونعم النصير.