09 نوفمبر 2025
تسجيلساعات ويهل علينا هلال رمضان.. ساعات ويلبس كل منا ثوب الصلاح والتقوى.. ساعات وتسقط الخصومات وترتفع أسهم الوصال.. ساعات ومن كان عاصياً يذكر الله في صلاته وقيامه وقرآنه.. ساعات وتنفض المجالس المليئة بالغيبة والنميمة وذكر أعراض الناس والقيل والقال لتتحول إلى مجالس ذكر وتذكرة والملائكة تحفها بأمر من الرحمن عز وجل.. ساعات ومن كان يتهاون بالصلاة سيعود رفيقاً لسجادته.. ساعات ومن كانت تقضي ليلها بالسهر على الأفلام وتقلب شبكة الإنترنت في سماع وحفظ الأغاني الجديدة ستقضيه بإذن الله في البحث عن ما يقربها لله أكثر فأكثر.. ساعات ويجد القرآن الكريم أصحابه وستلتقي المساجد بأهلها وتخضع الجباه لمن بيده ملك السماوات والأرض.. ساعات ويذكر رب البيت أهله بالصلاة وتوقظ الأم أبناءها للسحور.. ساعات وسترى شوارع الفجر سائريها المتوجهين إلى المسجد لأداء صلاة الفجر وقد كانت مهجورة أحد عشر شهراً!.. ساعات وستزدحم الصفوف الأولى في الصلوات بأقدام المصلين.. الكل يريد المقدمة بعد أن كانت الخلفية منها المفضلة والمرغوبة!.. ساعات ولن تجد مكاناً لسيارتك أمام مسجد وستقطع مشوارك المهم من أجل الالتحاق بصلاة الجماعة بعد أن كان الاذان يصدح ولا يلتفت له من يركب سيارته للذهاب إلى مشاويره المهمة!.. ساعات وسيسعى الجميع لختم القرآن الكريم وسيكون التفاخر من يسبق مرة ومرتين بعد أن كان التفاخر لأسباب واهية تافهة!.. ساعات وسيكون طعام الفطور ألذ وجبة من أي وجبة من الوجبات الثلاث اليومية!.. ساعات ونتنفس الإيمان بكل صوره.. ساعات وتزدهر تجارة الصدقات وتربو الزكوات وتنظف الأموال وتصفو النيات وتعيش بيوت المال لدينا ربيعاً ندعو الله أن يستمر.. ساعات ويرحم قوينا ضعيفنا ويعطف كبيرنا على صغيرنا وتعلو الابتسامة ونطرد الضيق، فنحن في هذا الشهر رفقاء مع الله.. ساعات وتغادرنا الشياطين وتـُغلق عليهم السجون والأبواب وتبقى شياطين الإنس تمرح بيننا للأسف.. ساعات ونعيش بشفافية يشتاق لنا الرحمن فتعلو المناجاة لله بالمغفرة وجبر الخواطر وتفريج الكروب وتيسير الأمور وكشف الضر وحسن الخاتمة.. ساعات ونبلغ بإذن الله أعظم شهور السنة فيها ليلة خير من ألف شهر حيث نزل فيها قرآننا العظيم... لندعو الله بلوغها.. الآن.. لم أذكر ما يمكن أن نبلغه بعد ساعات من (مساوئ وسيئات) تلتصق بنا في هذا الشهر العظيم على أمل بأننا لن نكررها..تماماً كما هو حالنا في كل مرة ندعو الله أن نتخلص من أشياء يصفها البعض بأنها (شوائب) وأراها أنا (فظائع) تقلل من أجورنا وتنتقص من نوايانا الطيبة في الإخلاص بالعبادة والطاعة والصلاة والصوم... فاللهم آجرنا ثم آجرنا ثم آجرنا.