03 أكتوبر 2025

تسجيل

أيها الفاشيون العنصريون في العالم اتحدوا

28 يونيو 2021

بعكس التوقعات التي نشرتها أغلب مراكز استطلاع الرأي الفرنسية، فإن اليمين العنصري الذي تمثله (مارين لوبان) سقط في امتحان الانتخابات الإقليمية التي جرت يوم الأحد الماضي، بينما فازت أحزاب اليمين الجمهوري المعتدل واليسار الوسطي و(مارين لوبان) هذه هي التي ورثت حزب الجبهة الوطنية وغيرت اسمه إلى (التجمع الوطني) عن والدها (جون ماري لوبان) ذلك الضابط المتقاعد الذي خدم ضمن الجيش الفرنسي الاستعماري في الجزائر برتبة ملازم ولازمته عقدة كراهية العرب والمسلمين منذ سنة 1957، حينما كان مكلفا بإدارة سجن عسكري هناك وقص علينا في مذكراته، كيف كان يتفنن في تعذيب المجاهدين الجزائريين وهو الذي قال في "مذكراته" إنه يتلذذ حين يتمنى أحد المجاهدين الموت على مواصلة التعذيب! مثله مثل الجنرال اللعين (ماسو) الذي ابتكر كذلك في حرب التحرير الجزائرية أساليب التعذيب الوحشية (التي نقلها عنه بتصرف بعض المستبدين الأفارقة بعد استقلال بلدانهم!) هذه فرنسا بدأت تستعيد عافيتها السياسية وتكذب توقعات مراكز التوقعات، لأنها عشوش مأجورة لمن يدفع أكثر تقوم لفائدته بتحويل وجهة الرأي العام نحو اختيار من تقدمه هذه المراكز المشبوهة "فائزا قبل التصويت"، وفي الولايات المتحدة أيضا نتذكر السقوط "غير المتوقع" للمترشح لعهدة ثانية (ترامب) وهو الذي قالت عنه أشهر نساء الكونغرس رئيسته (نانسي بيلوسي) إنه يمثل الوجه القبيح للتقاليد الدستورية الأمريكية منذ جورج واشنطن (حوار مع قناة سي بي سي 13 يناير 2021) ونعته المفكر الأمريكي عالم الألسنيات (ناحوم شومسكي) بكونه رافع راية الفاشية المنافية للقيم الدستورية (واشنطن بوست 27 ديسمبر 2020) وهو مثل الفرنسية (مارين لوبان) لم يتقبل الهزيمة بل ارتكب أفدح خطأ شعبوي تمثل في غزوة مقر الكابيتول ليلة 3 يناير 2021 وله يد ودور في تلك الجريمة التي قتل فيها خمسة من مناصريه ورجل شرطة حسب تقرير اللجنة التشريعية التي أدانته سياسيا وأعفته قضائيا. ونأتي إلى سقوط العنصرية الفاشية الإسرائيلية المتمثلة في زعيم اليمين (نتنياهو) الذي أفقده عدوانه الأخير على غزة منصبه كرئيس للحكومة وهو المنصب الذي تمسك به بالأيدي والأسنان مدة 12 سنة ليحصنه ضد الملاحقات القضائية التي تتابعه دون هوادة منذ 10 أعوام وهو كذلك لم يقبل الهزيمة مثل زميليه (لوبان) الفرنسية و(ترامب) الأمريكي بل أرغى وأزبد، ودعا أعضاء كتلته البرلمانية المتعصبة الى إسقاط حكومة غريمه ومنافسه (نافلتي) الذي عين لتشكيل حكومة...لا تقل تطرفا عن التي انهارت ولكنها ربما اتعظت بدرس السقوط فاستنجدت بالكتلة العربية لاستكمال النصاب المطلوب!. سلوك (نتنياهو) الساقط ديمقراطيا لم يختلف عن ممارسات زميليه الآخرين أي التمرد على حكم الصناديق الاقتراعية وعدم الاعتراف بالهزيمة شأنه شأن كل فاشي. ونحن العرب لنا في سوريا وليبيا وتونس نماذج للمتطرفين الفاشيين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية التي يرفعونها شعارا شعبويا وينتهكونها واقعا معاشا. في سوريا 10 سنوات من حرب أهلية مدمرة لم تكف لإقناع بشار الأسد بمغادرة السلطة، وترك أمر البلاد ومستقبلها لنخبة أخرى مختلفة عنه لعلها تنقذ ما تبقى من الشعب السوري المنكوب حسب إحصائيات أممية مستقلة، تؤكد أن 100 ألف ضحية فقدوا حياتهم على مدى عقد، وأن 4 ملايين سوري تشردوا في أرض الله، منهم مليونان في تركيا وحدها، وأن نصف مليون لاجئ تحت الخيام بعد أن كانوا آمنين في بلادهم أم العروبة وأيقونة التاريخ الاسلامي بدمشقها وأموييها ! لا شيء من الاعتبار بالمأساة بل تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية منذ أسابيع أعطت (97% للأسد ولا أحد!) مما جعل هذه المسرحية الانتخابية مهزلة العصر الحديث! وفي ليبيا تفاءل العالم بانتصار الديمقراطية بتطبيق قرار مؤتمر جنيف 20/1/ 2020 أي إفراز حكومة توافقية تتولى السلطة مؤقتا إلى غاية تاريخ 24 ديسمبر 2021 تحديد انتخابات شفافة ونزيهة بعد مرحلة من استقرار مؤسسات الدولة واستتباب الأمن. لكن متمردي ليبيا من الضباط المتقاعدين فجر الوضع الأمني الهش ونظم استعراضا عسكريا بأغلبية مرتزقة في حين اتفق الجميع على إجلاء المرتزقة من ليبيا (آخرها مؤتمر برلين 2 منذ أيام) ورفض هذا المتمرد كل ما تم إنجازه من مكاسب وها نحن قلوبنا مع الشعب الليبي، وهو يواجه الفاشية العنيدة ضد إرادة ليبيا وإرادة المجتمع الدولي. وفي تونس تواصل كتلة برلمانية ذات أقلية رفض حكم الاقتراع وتنادي بإسقاط المنتخبين ديمقراطيا وتمارس الخروج عن القانون بالتهريج والتطبيل واتهام الجميع بالخيانة والعمالة !. نفس السلوك الفاشي المعطل للحريات ولإرادة الشعوب بتحريض يومي من جهات متصهينة لا ترتاح للديمقراطية بل تساعد التمرد والمروق باستئجار القنوات الفضائية ومراكز استطلاع الرأي المدلسة خدمة مجانية لمشروع تصفية القضية الفلسطينية بأداة صفقة القرن المقبورة!. كاتب تونسي [email protected]