رسالة لطلاب المرحلة الثانوية

بعد أن انتهى عدد كبير من أبنائنا من المرحلة الثانوية وظهرت نتائجهم في الأيام الماضية، نبارك للناجحين ونتمنى حظا أوفر للذين لم يحالفهم الحظ، ورسالتي اليوم لكل من أنهى هذه المرحلة من حياته.  يجب أن تبدأ بالتفكير بطريقة مختلفة، فأنت الآن مسؤول عن نفسك وعن مستقبلك، وأي قرار سوف تتخذه ستعيش عليه بقية حياتك، يجب أن لا تستعجل وأن ترى من حولك وتتعلم من أخطاء غيرك، ولا تقع في نفس الأخطاء.  يجب أن تؤمن بقدراتك وأن لا تستخف بنفسك، وأن تجعل الناجحين أمام عينك، وأن لا تضع تجارب الفاشلين سببا في أي شيء.  لا تكن إنسانا ماديا فقط يبحث عن المادة، ولكن يجب أن تكون صاحب همه عالية وذا طموح كبير، لا تكتفِ بالقليل ولكن اسعَ للتميز والكثير.  وتأكد أن مسيرة طلب العلم لم تنتهِ اليوم، ولكن بدأت مسيرة أعظم وأكبر في حياتك، فما ستقوم به الأن وما ستتعلمه الآن هو ما ستستخدمه طول حياتك، هو ما ستقدمه لبلدك.  واعلم أنه كلما ازداد علمك ازدادت مكانتك واختلف تفكيرك وزاد عطاؤك وقل تفريطك. احرص على أن تكون مميزا وأن لا تكون عاديا، احرص على أن تكون شخصا صاحب شأن في بلدك، احرص على أن تجعل أبويك يفتخرون فيك.  بادر ولا تنتظر الفرص تأتي إليك، فالدنيا لا ترحم والسباق فيها لا يتوقف، إن توقفت فسيسبقك الأخرون وإن تعثرت فبادر للإصلاح.  استعن بالله، واجعل نفسك خادما لهذا الدين، خادما لهذا البلد، قد تكون المرحلة الدراسية هي أصعب المراحل الدراسية وأسهل المراحل الحياتية، والآن سيصبح العكس، ستعيش أجمل المراحل الدراسية وستصعب الحياة قليلا.  إياك أن تتقاعس وإياك أن تتكاسل، لا تلتفت للسلبيين، ولكن اجعل لك أهدافا تسعى لتحقيقها.