16 سبتمبر 2025

تسجيل

العافية في الروح

28 يونيو 2015

روح الإنسان من روح الله، خلقها الله من روحه وهي من أمر الله لا يعلم الإنسان حقيقتها قال الله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)، فإذا كانت حيّة أحيت صاحبها، فهو حي بحياتها، يسعى ويبذل.سمى الله دينه الإسلام روحاً (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا)، لأنه جل وعلا، أحيا به الناس بعد أن كانوا أمواتاً في جاهليتهم، (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).... الآية.فالعافية في الروح أن تكون متصلة بأصلها خالقها سبحانه لتؤدي دورها ومهمتها فتدفع صاحبها لعبادة ربه وطاعته.العافية في الروح أن تزود دائماً بحياتها وهو ذكر الله تعالى وإلا فسوف تموت الروح أو تخمل حتى ولو كان صاحبها حياً يمشي على وجه الأرض، يقول رسول الله: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).العافية في الروح أن يعلم المرء أن هذه الروح حياتها ووقودها هو ذكر الله تعالى لا غير ولا صحة البتة لما يروج ويدور على ألسنة الجهلة من أن الموسيقى غذاء الروح، بل هي تدمير الروح وظلام البصيرة وعمى القلب وانتكاسته.العافية في الروح أن يحذر المسلم من موت الروح وذهابها بالذنوب والمعاصي، فإنه سيكون عنده انقلاب في المفاهيم وتقدير الأمور واختلاط الأوراق ونسيان الله ولقائه.العافية في الروح أن يعلم المسلم أن دين الله الإسلام هو الحياة لكل شيء، سماه الله روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح، (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).العافية في الروح أن تكون مستغلة حياتها في تحصيل الصالحات، منتبهة للموت وما بعده، العافية في الروح أن يعلم المسلم أن المحرمات والمحظورات في الشرع كلها ضرر وخطر على المسلم في دينه ودنياه وأخراه، لا تصلح لأي علاج، وذلك لأن البعض يكذب وهو يتناول المحرمات فيقول: نصحني الطبيب بذلك مثل الذي يشرب الخمر ويقول: أنا أتعالج به وهذا افتراء وكذب، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها).وقال لرجل عندما سأله قال: إني أصنع الخمر للدواء. قال له: (إنها ليست بدواء ولكنها داء)، وعند العقلاء إن هذا لا يصلح، إذ كيف يحرم الله شيئاً ثم يجعله دواء لمرض من الأمراض.