11 سبتمبر 2025

تسجيل

التطرف عدونا المشترك

28 يونيو 2015

سلسلة الهجمات الدامية التي امتدت من الكويت الى تونس وفرنسا، تعكس الحالة التي وصلت اليها الامور في العالم العربي وحتى شمال المتوسط، فالعالم العربي يغرق في بحر من الدم، في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر وليبيا والصومال واليمن، ويسقط يوميا مئات القتلى على نصف مساحة الوطن العربي، ولا تكاد تخلو النشرات من اخبار دامية ومرعبة.لا يمكن تبرير الهجوم الاخير على مسجد الإمام الصادق في الكويت، فهو عمل بربري همجي اجرامي، وقبلة الهجوم على الحسينية الشيعية في السعودية، فهذه الاعمال الغارقة في التطرف المجنون لا تقود الى الخراب والدمار والاشلاء، وهو امر مرفوض تماما مهما كانت المبررات ، فلا يجوز استهداف شخص وقتله بسبب معتقداته الدينية وافكاره، فالمعتقدات والافكار لا تتغير بالقوة، بل بالحجة والاقناع . وبنفس القوة التي نرفض فيها استهداف المساجد الشيعية في أي مكان، فاننا نرفض ما يقوم به الشيعة من استهداف لمساجد المسلمين في كل مكان، وهنا لا بد من التذكير بان الحوثيين في اليمن قاموا بتفجير المساجد ودور تحفيظ القران الكريم، وقاموا بطرد سكان قرية كاملة منها وفجروا جامعة الايمان، وفي العراق وسوريا تم استهداف المساجد السنية واحراقها واشعال النار فيها ، وهذه حقائق لا ينبغي ان تغيب عن البال، ويجب ان توضع في السياق الذي يحدث فيه العنف والعنف المضاد. مع التأكيد ان ايراد هذه الحقائق لا يعني باي حال من الاحوال تقديم تبرير لاستهداف مساجد الشيعة بل تقديم تفسير للبيئة التي تخلق هذه الحالة الدموية العنيفة.اذا اردنا ان نعالج هذا المرض الدموي المتطرف، علينا ان نذهب الى معالجة الاسباب والمسببات، وليس الاعراض، فالعلاج يبدا من الجذور وليس من الظواهر الخارجية، واللجوء الى "حلول تعتمد على البروباغندا" لا تسمن ولا تغني من جوع، واعتماد الحل الامني واستعراض القوة في الشوارع، او تشكيل محاكم عسكرية او استثنائية، فقد ثبت ان كل هذه الحلول غير مجدية.الاحتلال الامريكي للعراق كان عملا استعماريا متكاملا، افضى لتسليم العراق للطائفية وتم اقصاء المسلمين السنة من المعادلة، وتحويل مدنهم وقراهم الى جحيم بسبب الحرب والقتل والتشريد وفرق الموت، وقوات بدر والحشد الشيعي، وهذه حقائق لا يمكن انكارها، مما وفر حاضنة شعبية وبيئة ملائمة للحقد والثأر، وفي سوريا التي قتل فيها نظام الاسد الارهابي اكثر من 300 الف سوري، وقفت القوى الشيعية في ايران والعراق ولبنان وحتى باكستان وافغانستان الى جانب نظام الاسد المجرم، رغم ان ثورة الشعب السوري اندلعت من اجل الحرية والعدالة والكرامة وحق الشعب بان يحكم نفسه، وولغ هؤلاء بالدم السوري، مما شكل حاضنة من العداء المطلق ضد نظام الاسد وحلفائه في ايران والعراق ولبنان.المسالة لا تتعلق بتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف ولا بقدرته على القتل واستباحة دماء الاخرين، ولكن القضية تتعلق ان "لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه"، وهو مبدأ فيزيائي ينطبق على الافراد والمجتمعات ايضا.من قام بتفجيرمساجد الشيعة في الكويت والسعودية متطرفون مجرمون، ومن يقومون بتفجير المساجد ودور القران الكريم في العراق وسوريا واليمن ايضا متطرفون مجرمون، فالقياس واحد على الجميع بلا تفرقة، والتطرف عدو مشترك للجميع.