13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر بين قيادتين

28 يونيو 2013

مما قاله العلامة ابن خلدون "الخير هو المناسب للسياسة" وذلك يستقيم مع الحالة القطرية التي أنتجت رؤية حاكمية نادرة واستثنائية في تاريخ الشعوب، وذلك حين تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لنجله الشاب الشيخ تميم الذي يواصل مسيرة نمو الدولة وتطوير أدواتها التنموية والاقتصادية حيث نجح السلف في الانتقال ببلاده وشعبه إلى مرحلة مزدهرة من التنمية جعلت دخل المواطن القطري هو الأعلى على مستوى العالم. كل مقاييس النجاح ومعاييره تستوعب منجزات الشيخ حمد في جميع المجالات، وهو في الواقع قدّم درسا سياسيا عظيما في الاستقرار والزهد والمحافظة على وطنه وتسليمه ليد أمينة نهلت من معين تجربته على مدار نحو عقدين من الزمان كانت كفيلة بتأهيله للحكم ومواصلة مسيرة الخير والنماء والعطاء، والانتقال بقطر إلى مراحل أخرى أكثر تطورا وازدهارا. هذا الشبل من ذاك الأسد، تلك هي الرؤية السياسية للواقع القطري الذي تتجرد فيه القيادة وتعمل بصدق وإخلاص من أجل خير ونمو الدولة وإنسانها، فالشيخ تميم برغم أنه شاب ولكنه اكتسب باكرا كل فنون الممارسة السياسية وإدارة السلطة بذات الحكمة والحنكة، ويكفيه إلمامه وإدارته لمشروع رؤية قطر 2030 التي تعتبر أحد أهم وأبرز المناهج العلمية والواقعية لبناء الدولة الحديثة وتوظيف إنسانها لخدمة وطنه من خلال اقتصاد معرفي هو جوهر النماء والتنمية في العصر الحديث. لقد قدّمت قطر نموذجا مثاليا لانتقال السلطة بين الأجيال دون ربيع عاصف وإنما خريف يتدفق عطاء ويواصل مسيرة ملهمة تنتقل بمواطن قطر إلى أعلى سقف الطموحات والتطلعات، وهي تجربة سياسية سيكون لها ما بعدها في كونها مثالا حيويا للممارسة السياسية الرشيدة، والاعتراف بقدرة وطاقة الشباب في إدارة الدولة الحديثة، وكما كان الشيخ حمد قريبا من مواطنيه، فإن الشيخ تميم يأتي من عمق المجتمع القطري والعربي والإسلامي ليؤكد الحضور الشبابي للسلطة والذكاء في ممارستها. إنها ولا شك لحظة تاريخية سيقف عندها التاريخ طويلا لما تكتنزه من مثالية وتجرد وتفان في خدمة الأوطان والحرص على سلامتها واستقرارها وسلاسة أداء الدولة فيها دون منغصات أو معوقات تترتب عليها تداعيات غير مرغوبة، لقد قدّمت القيادة القطرية أملا وروحا جديدة في العمل السياسي وأكّدت صدق قولها وفعلها الذي عنوانه الخير للوطن وإنسانه.