قانون الهموم

أقوال الأنبياء أعظم منارات الدنيا تجعلك لا تصطدم بمشاكل الدنيا الكبرى. قدم وفد نجيب ثلاثة عشر رجلاً مسلماً، فسر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وأكرم منـزلتهم، وأمر بلالاً أن يحسن ضيافتهم، وجعلوا يسألون النبي ويتعلمون منه، وأقاموا أياماً ولم يطيلوا المكث. رغبة في رجوعهم إلى قومهم، ليعلموهم مما علمهم رسول الله، ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعونه: فأرسل إليهم بلالاً فأجازهم بأرفع ما كان يجيز به الوفود، ثم قال: هل بقي منكم أحد؟ قالوا: نعم - غلام خلفناه على رحلنا هو أحدثنا سناً . قال: أرسلوه إلينا . فلما رجعوا إلى رحالهم  قالوا للغلام: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض حاجتك منه، فإنا قد قضينا حوائجنا منه وودعناه، فأقبل الغلام حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني امرؤ من بني أبذى من الرهط الذين أتوك آنفاً فقضيت حوائجهم فاقض حاجتي يا رسول الله. قال: وما حاجتك؟ قال: إن حاجتي ليست كحاجة أصحابي وإني -والله- ما أقدمني من بلادي إلا أن تسأل الله عز وجل إن يغفر لي ويرحمني، وأن يجعل غناي في قلبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه". ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى سنة عشر من الهجرة فقالوا: نحن بنو أبذى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل الغلام الذي أتاني معكم؟ قالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثله قط، وما حدثنا بأقنع منه بما رزقه الله، لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها، ولا التفت إليها! فقال الرسول: الحمد لله. إني لأرجو أن يموت جميعاً .فقال رجل منهم: أو ليس يموت الرجل جميعاً يا رسول الله؟ فقال الرسول " تتشعب أهواؤه وهمومه في أودية الدنيا، فلعل أجله أن يدركه في بعض تلك الأودية، فلا يبالي الله عز وجل في أيها هلك " . اجعل همك هما واحدا ركز عليه ألا هو مرضاة الله و لا تشتت نفسك في هموم الدنيا فمن عاش بهم واحد مات جميعا ومن عاش بهموم شتى مات مشتتا بين تلك الهموم .قال تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر.