18 سبتمبر 2025
تسجيلفي إطلالة جديدة له بمناسبة الذكرى السنوية للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 أطل علينا أمين عام حزب الله اللبناني كعادته بخطاب عبر شاشات البلازما العملاقة ومن سردابه الذي يقيم فيه، ليبشر الجماهير العريضة بنصر نظام بشار الكيمياوي البراميلي وانتصار ميليشياته وفيالق حرسه الثوري اللبناني/ العراقي/ الإيراني في الحرب المفتوحة على الشعب السوري، وإبداعه وجماعته في المجازر الكيمياوية والطائفية وبتغطية بائسة من المافيا الروسية وكذلك الجماعة إياهم في الصين اللذان يشدان ظهر النظام وحلفائه في المنابر الدولية عبر التغطية والحماية الدبلوماسية والقانونية، وهي حماية أثبتت نجاعتها ومصداقيتها في مواجهة الانكفاء الأمريكي والتردد الأوروبي والعجز العربي الفاضح الذي أطال كثيرا من عمر الجريمة السلطوية التي يقترفها نظام بشار الكيمياوي ضد شعبه، لم يأت حسن نصر الله بأي جديد في خطابه النمطي سوى إعادة التركيز على صوابية موقفه وحلفائه في إيران من الحرب الإرهابية على الشعب السوري، وهي حرب شرسة ومقيتة دخلت عامها الرابع بدموية مفرطة وفي ظل ثورة شعبية عارمة هي الأروع والأنبل في التاريخ العربي المعاصر، وفي هجمة عدوانية ساحقة لردع الشعب السوري عن ممارسة حقه في تقرير مصيره وسيادته وتقرير مستقبله وحقه في التخلص من حكم الطغاة المتوارثين، لقد بشر نصر الله بنصر النظام السوري وانكفاء أعدائه، وهي بشرى شر لا علاقة لها أبداً بالحقائق الميدانية، ولا تندرج أبداً ضمن مفاهيم (الوعد الصادق)! بل تدخل ضمن إطار تعزيز معسكر الفاشية والظلم والجريمة وانتهاك الإنسان، مؤسف للغاية إصرار السيد نصر الله على ركوب مركب الباطل واستعداء الجماهير السورية والعربية بل ومعاكسة منطق التاريخ السائر دوما لصالح الشعوب الحرة، والأكثر أسفا هو موقف العالم العربي الخنوع والمتردد والعاجز في مواجهة أبشع كارثة إنسانية وبشرية وسياسية في العالم العربي منذ الحرب الكونية الثانية، والأنكى والأفظع هو موقف الغرب العاجز والجبان وهو يتابع عد وإحصاء الجثث السورية والتفرج ببلاهة على المجازر الكيمياوية والغازية والبراميلية وكل ذلك التدفق الهائل من المقاتلين الطائفيين المرتزقة القادمين من إيران وعصاباتها ورجالها بمن فيهم وفي طليعتهم عملاؤهم العرب في لبنان والعراق والخليج العربي، من حق نصر الله أن يتفاخر جذلا بمعسكر الباطل والقتل الذي يمثله لكونه ملاذه الوحيد والذي لن يستطيع تعويمه ولا حمايته أبداً بعد انهيار النظام السوري الحتمي والوشيك، فالظلم لن يستمر وللباطل جولة وللحق صولة، وكل الإدعاءات الوهمية حول حماية المقاومة ليست سوى تخاريف لا علاقة لها بالواقع الميداني المعاش، لأن من يدعم المقاومة ويعمل للصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي لا يتفنن في قتل شعبه وهدم وطنه وجلب شذاذ آفاق الطائفية والحقد التاريخي لإيقاع الضربات المؤلمة بشعبه، كما أن كل عويل وصراخ نصر الله والذي كان واضحا من خلال ظهور الزبد المتكرر في فمه وهو يصرخ ويتحدى ويكرر نفس العبارات النمطية ويتهم الآخرين وينسى نفسه، لن يمنع حقيقة وحتمية انهيار النظام وبشكل مفاجئ سيكون درسا تاريخيا لكل القتلة والطغاة والمجرمين.