10 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤولية الاجتماعية وحقوق أخرى سوى الزكاة

28 مايو 2012

يراد بالمسؤولية الاجتماعية للشركات -كما جاء في بعض المصادر المتخصصة- الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقياً والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، والمجتمع المحلي والمجتمع ككل.. هذا فيما يتعلق بتعريف هذا المصطلح الذي يوجب على الشركات أيا كان الهدف من إنشائها، سواء كانت ربحية أم لم تكن، ضرورة المحافظة على أضلاع النجاح الثلاثة والمتمثلة "بالنمو الاقتصادي والمساهمة بالتقدم الاجتماعي وحماية البيئة". مما دفعني الى ايراد هذه المقدمة الارقام اللافتة التي بلغتها المساعدات المقدمة للحالات الانسانية التي تتبناها صفحة التراحم بالشرق ووصولها الى حوالي 110 آلاف ريال، وذلك للحالات المنشورة في عدد الاثنين 21 مايو الجاري والمشاركة المتميزة لشركة "راس لفان" تحديدا بمبلغ 53 الف ريال في العدد السابق لصالح حوالي خمس حالات، علاوة على مبلغ آخر مقدم لصالح احدى الحالات في عدد اليوم. ومن خلال متابعتي مع مؤسسة راف شريكتنا في صفحة "التراحم" زادت حصيلة المبالغ في العدد الواحد في مرات ماضية على هذا الرقم أو قاربته ولكن اللافت في الرقم الجديد مساهمة شركة كبرى مثل "رأس غاز" وشركة من القطاع الخاص في اطار الوقوف مع الحالات الانسانية وهي لعمري مساهمة ممدوحة نسأل الله تعالى ان يؤجر اصحابها عليها وقبل ذلك المساهمات الفردية المتزايدة، فكما تلاحظون في التقرير الأسبوعي للصفحة هناك عدد متزايد من المشاركين الذين ضربوا اروع الأمثلة في دعم اخوة لهم يمرون بأزمات انسانية مختلفة حيث نجد حوالي 4 من المحسنات والمحسنين الذين قدموا مبلغا إجماليا يصل الى حوالي 84 الف ريال لصالح حالات مختلفة. لا أود الخوض في تفاصيل طبيعة هذه المساهمات خاصة عندما تأتي من الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية وحول كون هذه الاسهامات هل تعد من الزكوات والصدقات أم في اطار الالتزامات القانونية لهذه الجهات طبقا لقواعد المسؤولية الاجتماعية، الا اننا علينا ان نتذكر (ان في المال حقا سوى الزكاة). ويقول فضيلة الشيخ محمد الحسن الددو مفسرا هذه المقولة إن الله تعالى هو مالك هذا المال، ولم يعطنا منه إلا التصرف فيه كتصرف الوكيل ينتظر العزل في كل حين، فإنما نحن وكلاء ننتظر العزل في كل لحظة، وهذا العزل إما بالموت، وهذا العزل الأكبر أن يحمل الإنسان على الرقاب إلى القبر، فهذا أكبر عزل لا يمكن أن يرجع بعده إلى سلطان، أو بالمرض أو بالشغل أو بالافتقار، فكل ذلك من أنواع العزل التي يعزل بها الله عباده عما ولاهم عليه من أمور هذه الدنيا. وقد جعل الله في المال حقوقاً متنوعة، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن في المال حقاً سوى الزكاة، فسُئل عن ذلك فذكر لأصحاب الحيوان لأنهم الذين سألوه ما عليهم من الحقوق في المال بأن يتصدقوا من لبنه ومن ظهوره ومن أصوافه وأوباره وغير ذلك، وهذا مثال لا يقتضي الحصر بل كل مال فيه هذه الحقوق والإنسان محتاج إلى إخراجها لأنها قيد النعمة، فالنعمة منطلقة وقيدها شكرها، وإنما يشكرها الإنسان لله سبحانه وتعالى بمعرفة الحق الذي عليه في هذا المال وأن يقدمه ابتغاء مرضاة الله. ويضيف الددو أن التعامل مع المال تشمله خمس قواعد هي أصول التعامل معه، وقد بينها الله في قصة قارون. فإن أصحابه عندما خرج عليهم في زينته قالوا له: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}، وهذه القاعدة الأولى. ثم قالوا: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} وهذه القاعدة الثانية. ثم قالوا: {ولا تنسَ نصيبك من الدنيا} وهذه الثالثة. ثم قالوا: {وأحسن كما أحسن الله إليك} وهذه الرابعة. ثم قالوا: {ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} وهذه القاعدة الخامسة.