29 أكتوبر 2025
تسجيليُعد التوسع والانتشار الكبير لتكنولوجيا الاتصالات وتبادل الثقافات والانفتاح على العالم من حولنا أبرز سمات العصر الحديث التي أحدثت طفرة ونقلة مختلفة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة. ومع هذا التطور الذي يُرجى منه النفع والتقدم نحو المعرفة وزيادة الوعي والتعرف إلى الثقافات والعلوم الأخرى، في هذا الوقت تنشط فئة من المفسدين الذين يستغلون هذه التطبيقات الحديثة في أعمالهم الإجرامية ولا يردعهم دين أو ضمير عن أفعالهم الاحتيالية أو الابتزازية. الاتصالات المجهولة والهدف منها في بعض الأحيان، تجد اتصالات من أرقام مجهولة، وربما من دول لم تسمع عنها، وتتعجب كيف تصل أرقامك إلى هؤلاء الناس، ويتملكك الخوف أحيانًا أو ربما الفضول لمعرفة مَن المتصل أو الهدف من الاتصال أحيانًا أخرى؛ لذلك يجب التوعية والتحذير من خطورة هذا الأمر، فالاتصالات التي تأتيك من الخارج أو الرسائل على «واتساب» أو وسائل التواصل الأخرى والرسائل التي تحمل روابط معينة تحمل عبارات مثل: افتح الرابط، أو رقمك دخل سحبًا على جائزة، أو لدينا عروض تهمك. عروض سياحية وتجارية وغيره. هذا كله من أساليب النصب والاحتيال على الناس. فهؤلاء المحتالون في الخارج والداخل تكون لديهم أجهزة حديثة ويحصلون على البيانات الشخصية أو البنكية للأشخاص من خلال حسابات «السوشيال ميديا»، أو ربما باختراق الحسابات والهواتف من تطبيقات خبيثة فيراسلون هذه الأرقام على أنهم من جهات رسمية أو حكومية ويبدؤون مخططهم الإجرامي في طلب باقي البيانات الخاصة بك، فيخبرك بكل ثقة بأنه موظف البنك الذي تتعامل معه أو لديك حساب لديهم أو مؤسسة أو غيرها من المصالح الحكومية ليستكمل من الشخص البيانات؛ وذلك بهدف النصب والسرقة وربما الابتزاز أيضا. كيفية التعامل مع هذه الأساليب يجب نشر الوعي المجتمعي لكيفية التعامل مع هذه الأساليب والتنبيه والتحذير للجميع. الفئات المستهدفة من هذه الاتصالات فئة الشباب بلا شك في المقدمة، ويمثلون شريحة كبيرة من المجتمع ولديهم شغف بوسائل التواصل، وكذلك الاستخدام الزائد للهواتف والتطبيقات يجعلهم يتعرضون لذلك أكثر من غيرهم. فيجب تحذير شبابنا وبناتنا ونسائنا وحتى كبار السن من الآباء والأمهات؛ لأنهم الفئة المستهدفة، فيجب علينا توعيتهم باستمرار للتعامل السليم مع مثل هذه الاتصالات والرسائل، ويكون ذلك بتجاهل هذه الرسائل تماما وعدم فتح أي روابط مجهولة وعدم الرد كذلك على الاتصالات الخارجية التي تأتي من أرقام غريبة وأكواد دول بعيدة عنا جدا. لا بد من نشر الوعي المجتمعي فيما بيننا، فلكل منا دوره في تحذير غيره وتوضيح خطورة هذه الأساليب الخبيثة. أحبابنا كبار السن وسهولة استغلالهم عن طريق هؤلاء المحتالين نوجه رسالتنا لشبابنا الواعي المثقف الذي أصبح متفطنا لهؤلاء ولا يمكن أن يقع فريسة لهم، ونرجو من شبابنا وبناتنا ضرورة توضيح هذه الأساليب المستجدة في النصب والاحتيال للوالدين وفئة كبار السن عموما من الآباء والأمهات والأجداد؛ وذلك لقلة استخدامهم وسائل الاتصال الحديثة؛ لذلك يقعون فريسة سهلة لهذه الاتصالات المشبوهة. وهناك حالات كثيرة سجلت لعمليات نصب وسرقة حسابات بنكية لعملاء من خلال أخذ البيانات والأرقام السرية، وكذلك سهولة سحب الأرصدة من خلالها. فيجب أن نؤدي دورنا في شرح خطورة ذلك لكبار السن، أطال الله في أعمارهم على الطاعة. دور الدولة ومؤسساتها في هذا الأمر دور الدولة فعال في التوعية المستمرة، متمثلة في وزارة الداخلية. والجهات المختصة بهذه الأمور، مشكورة، تقدم التوعية بانتظام وتنبه باستمرار إلى ضرورة تجاهل مثل هذه الاتصالات وكذلك الإبلاغ عنها إن لزم الأمر وعدم الإفصاح عن بياناتك الشخصية لأي متصل حتى لا تقع في فخ النصب والسرقة. فنشكر لوزارة الداخلية دورها في حماية المواطن والمقيم والحرص الدائم على بث روح الطمأنينة والأمان في نفوسنا من خلال قيامهم بعملهم وواجبهم على الوجه الأمثل الذي يحقق لنا الراحة والسكينة في كل الأوقات. أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا الحبيبة وآباءنا وأمهاتنا وشبابنا وبناتنا من كل مكروه وسوء، وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وسائر بلاد المسلمين.. آمين يا رب العالمين.