14 سبتمبر 2025
تسجيلانتصف الشهر الفضيل، وسبحان الله ما أسرع أيامه ولياليه! لم نلبث أن هنأنا بعضنا بحلوله وها نحن نستعد لثلثه الأخير، ذهب أكثر من نصف الشهر وهذا كثير ولكن بقي النصف وفيه الكثير، نعم النصف الثاني من رمضان فيه الكثير وهو الأهم، صحيح ان النصف الأول كان مهما، ولكن النصف الثاني هو الأهم، ففيه العشر الأواخر والتي كان يشمر فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم، ويتفرغ للعبادة وفي هذه العشر الأهم من هذا كله وهي ليلة القدر. دائما يتحسر الإنسان على ما فات ولكن دائما يجب أن تضع في ذهنك أن التحسر لن يعيد ما فات، ولكن بالجد والاجتهاد تستطيع ان تعوضه، فيبدأ الإنسان من اليوم بتعويض التقصير وحتى لو لم يكن مقصرا، لا يجب ان تكون العشر الأخيرة كغيرها ففيها من البركات اكثر مما مضى، وفيها ليلة القدر من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وخبأت ليلة القدر في هذه العشر لهدف ما وهو انه يجب على الإنسان ان يجد ويجتهد فيها كاملة ولا يكتفي بها فقط، ليالي رمضان مليئة بالخير والعتق من النيران واستجابة الدعوات وتكفير السيئات وتحقيق الامنيات فأبواب الجنة مفتحة وابواب النار مغلقة. وفي هذه الظروف الاستثنائية التي حرمتنا من صلاة التراويح والقيام في المساجد يكون التحدي الحقيقي، كنا نرى المصلين يقفون بالساعات في المساجد خلف امامهم يصلون ويبتهلون داعين ربهم في صلاة القيام، والآن يجب ان يقف المصلون في بيوتهم يصلون ويدعون ويبتهلون، دائما الأمر مع الجماعة سهل ولكن فرديا تكون هناك ملهيات وهنا يكون التحدي والإصرار الحقيقي للإنسان ان يصلي القيام في بيته، كما كان يصليها في المسجد، وان يدعو وينكسر كما كانت عادته في المسجد، فلو أغلقت أبواب المساجد لن تغلق أبواب الرحمن، أغلقت أبواب المساجد بسبب الوباء، والذي هو قدر الله علينا، ولكن كما اغلق هذا الباب سيفتح لنا سبحانه وتعالى الف باب ودائما هذه حكمته سبحانه، وهذا اختبار حقيقي للتغلب على النفس وملهيات الحياة، فيا باغي الخير أقبل على ربك فهي أيام سترحل ولن تعود. [email protected] @al3baidly89