19 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أضيق العَيْش لولا فُسْحة الأمل

28 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع كثرة المصاعب والشدائد في الحياة، ومع انسداد أبواب الرزق في وجوه العديد من الناس، ومع تحكّم بعض الدول الأجنبية في مصير دول عربية وإسلامية، ومع تسلط بعض الظالمين على رقاب بعض الشعوب العربية، يتولد لدى بعض أبناء الأمة حالة من اليأس والقنوط.ونقول: هل يمكن لمن يؤمن بـالله ربا، وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا، أن يتسلل اليأس إلى قلبه، والخَوَرُ إلى عزيمته؟لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تفاؤلا وثقة بـالله تبارك وتعالى، حتى في أحلك الظروف وأصعب المواقف.يأتيه الصحابي "خباب بن الأرت" قبل الهجرة وهو عند الكعبة ويطلب منه أن يدعو الله تعالى بأن ينصرهم وأن يعجّل فرجهم، ويرفع البلاء عنهم، من شدة ما يلقونه من تعذيب المشركين، فيبشره الرسول عليه الصلاة والسلام بانتشار الإسلام في الجزيرة العربية "حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون".ولما خرج عليه الصلاة والسلام مهاجرا إلى المدينة -مع أبي بكر الصديق- ولحقهم سراقة بن مالك وأدركهم في منتصف الطريق، وعده الرسول عليه الصلاة والسلام بسواري كسرى في حال رجوعه.ولعل متأملا يقول كيف لمن هو طريد أن يبشّر بفتح بلاد فارس وقد كانت أعظم إمبراطورية في ذلك الزمن مع الروم، لكنه وعد النبي المتفائل الذي "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".وفي غزوة الأحزاب وعند حفر الخندق تستعصي صخرة عظيمة على الصحابة، فيضربها الرسول عليه الصلاة والسلام فتنقدح شرارة فيُكبّر ويقول: فتحت فارس، ويضرب ثانية فتنقدح شرارة فيكبّر ويبشّر بفتح بلاد الروم، ويتكرر الأمر ثالثة فيبشّر بفتح اليمن.وقد شكك المنافقون في ذلك -كحال المنافقين في كل زمان- وقالوا: يخاف أحدنا أن يذهب لقضاء حاجته، ومحمد يعِدنا بفتح فارس والروم، وقد فضحهم الله تعالى بقوله: "وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا" بينما المؤمنون الصادقون قالوا: "هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله" فكانت الثمرة "وما زادهم إلا إيمانا وتسليما".لا بد للمسلم أن يعيش التفاؤل دائما، فيحسن الظن بـالله تعالى، ويوقن بأن الأمور القادمة ستكون للأفضل، وبأنه سيحقق أحسن النتائج، وأن ينظر إلى الأشياء بإيجابية حتى عند وقوع الأمور السلبية "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" وألا يدع المصاعب والآلام تجُرّه إلى اليأس، وأن ينظر إلى تحقق هدفه البعيد وإن وقفت مصاعب وعوائق في طريقه.فليتفاءل المريض بالشفاء وليتذكر"أيوب" عليه السلام الذي ظل في المرض أكثر من ١٨ عاما ثم شفاه الله في لحظة.والعقيم ليتفاءل فإن الله تعالى رزق "إبراهيم" و"زكريا" عليهما السلام بالذرية بعد أن بلغا من الكبر عتيّا. وليقرأ الفقير قصص بعض أصحاب الملايين، والذين كانوا في يوم من الأيام من حاملي الأمتعة، أو بيّاعي الخضار.دع المقادير تجري في أعنتها.. ولا تبيتن إلا خالي البالِ فما بين غمضة عين وانتباهتها.. يُبدّل الله من حالٍ إلى حالِتفاءل أيها اليائس بمستقبل أفضل لهذه الأمة، فحالها اليوم أفضل من حالها قبل سنوات، فلقد تم تهجين العديد من الشعوب -سنوات طويلة- على الصمت المطبق فلا تكاد تطالب بحقوقها أو تشتكي من مظلوميتها وكان يُقال لها: الصمت زين والسكوت سلامة.. فإذا نطقت فلا تكن مهذارا فلئن ندمت على سكوتك مرّة.. فلتندمن على الكلام مرارا وتأمل حال أهل غزة كمثال وكيف استعصى على الصهاينة أن يقتحموا أرضها أو يسقطوا حركة حماس، وكيف وصلت صواريخ المقاومة إلى "تل أبيب".وتأمل الصمود الجبار للشعب السوري أمام آلة التدمير العسكرية (للنظام السوري، والطيران الروسي) وما زالوا مصرّين على نيل حقوقهم حتى آخر قطرة من دمائهم.نقول لليائسين: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، والمستقبل القادم أفضل للأمة بإذن الله تعالى.أُعَلِّلُ النفس بالآمال أرْقُبها... ما أضيق العَيْش لولا فسحة الأمل ‏‫