16 سبتمبر 2025

تسجيل

عباس"المحماس"!!

28 مارس 2011

(الأخ) يفكر بزيارة غزة!.. هكذا سمعت!.. وبما أنه (الرئيس) فيحق له زيارة مدن (دولته) ليتفقد أحوال رعيته..هكذا قرأت!.. وبكل أريحية وارتياح ينوي محمود عباس أن يزور غزة بعد هجران قسري أجبرته عليه الخلافات الحمساوية- الفتحاوية واستئثار حماس بغزة واستيلاء فتح على رام الله والبقايا من الدويلة غير المعترف بها لا عربياً ولا دولياً!..ما علينا!.. فما يهمنا الآن هو الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني الذي يود أن يزور غزة ويبدو أنه في طريقه للتراجع عنها بعد أن أسر له تابعوه أنه يمكن أن يتعرض لعملية اغتيال ويصبح في خبر كان ولا يجد من يقيم عليه صلاة الجنازة!!..وهذا في حقيقة الأمر لا أستبعده شخصياً لا سيما وان عباس يلقى رفضاً شعبياً فلسطينياً في قطاع غزة إزاء مواقفه المخزية من حصارهم ونصرة قضيتهم وفك أسراهم المحبوسين في السجون الإسرائيلية منذ عقود!.. كما إن زيارته لو تحققت فإنها تثير الكثير من الشجون في قلوب من خذلهم عباس ولا يزال مستمراً في هذا الخذلان المخزي الذي أضاع لفلسطين جوهر قضيتها التي للأسف لاتزال قضية ونحن في الألفية الثالثة حيث نخجل أن نسمي فلسطين بالدولة المحتلة حتى الآن!!..ما الذي يريده هذا الرجل من شعب غزة وما الذي كان يدور في رأسه حيال زيارته لهذا القطاع المحاصر منذ عام 2007 حيث كان عباس وزمرته تسوقهم إسرائيل وأميركا لعملية السلام كما تـُساق رقاب النعاج لسكاكين الجزارين وهي تعلم انها مقتولة مقتولة ومع هذا فهي تسير طائعة؟!.. قد يقول المناصرون إن الرجل — حفظه الله — يسير للمصالحة مع حماس ولمد يد الصلح الفتحاوية بعد أن سحبت حماس يدها وأبت أن تصافح الأولى باعتبار ان ذلك لن يجدي بعد أن وصلت الأمور بينهما إلى طريق مسدود وباتت أي محاولات لرأب الصدع موسومة بالفشل حتى قبل أن يخطو أحدهم فيها خطوة واحدة!.. وأنا أقول له من يريد مصالحتك فلابد أن يفقد الكثير من كرامته ومن يمد لك يده فيجب أن يفتقر لعزة نفسه التي تسمح له أن يجدد لك بيعة أرض محتلة وشعب خارج عن الخدمة!.. لا يا عباس..إلى هنا ويكفي.. لم تعد عافية هذا الشعب تتحمل من خزيك خزياً ومن ذل السلام استسلاما ومن وئامك المضحك انقساما أكثر.. فأنت من يجب أن يثور لرحيله كل الشعب الفلسطيني الذي لم تصله حمى الثورات التي أصابت شعوب المنطقة رغم أنه الأحق والخبير بثورة الشعوب ضد النظام الذي يظن أن قرار المحكومين بيده وهذا ما يظنه عباس الذي استولى على الحكم بعد غموض مقتل سلفه عرفات الذي ورثه سياسة الاستسلام والتقبيل والعناق والأحضان وواصل نفس سياسة الخنوع والخضوع لمن يظن ان السلام سيمرر من بين ظهرانيهم ومع ذلك فانا أشك ان محمود عباس راغباً في السلام الصوري هذا لأن سلاماً أكبر يبدو واضحاً بين رؤوس اليهود وحكومة فتح وإن عباس ما هو غير بيدق صغير تحركه الأنامل الأميركية بزمبرك إسرائيلي محترف لتحقيق ما تريده الإرادة المشتركة بينهم في قلب غزة الذي يعاني شعبها فقراً وجوعاً وجهلاً وحصاراً جائراً منذ عام 2007 ولا يوجد من يتحرك لفك الحصار أو سؤال شعب غزة كم هي الخسائر حتى الآن وأشك إن عباس كان سيسألهم هذا السؤال الذي لا يمكن أن يدور في مخيلته باعتبار ان هذه الخطوة في زيارة غزة لا يمكن أن تكون من بنات أفكار الرئيس وإنما خطوة من خطوات مؤجلة تنتظر من يأذن لعباس القيام بها آجلاً أو عاجلاً وبحسب روزنامة معروفة!.. لا شيء يتغير في فلسطين.. شعب مظلوم وحكومة ظالمة وحق منهوب وأمل مسلوب واحتلال يدوم ويدوم ويدوم مثل نظافة مساحيق الغسيل الكاذبة!. فاصلة أخيرة: هرم الناس وكانوا يرضعون، عندما قال المغني عائدون، يا فلسطين وما زال المغني يتغنى، وملايين اللحون، في فضاء الجرح تفنى، واليتامى من يتامى يولدون، يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون، ساءهم ما يشهدون، فمضوا يستنكرون، ويخوضون النضالات على هز القناني وعلى هز البطون، عائدون، ولقد عاد الأسى للمرة الألف، فلا عدنا ولا هم يحزنون! "أحمد مطر"