01 أكتوبر 2025
تسجيليظل شعار الرياضة الأوحد هو تحلي اللاعب بالأخلاق الحسنة، والتي تصنع منه نجما قبل اللعب والمهارة، وعندما يخلع اللاعب رداء الأخلاق، فلا خير يرتجى منه ولا أي نفع، وإلا بماذا نفسر اعتداء تسعة من لاعبي درجة الشباب من نادي الوادي الأخضر السعودي على حكم مباراتهم أمام الترجي قبل أيام، وهو الاعتداء السافر والقوي والذي تم توثيقه بفيديو نشرته كافة المواقع وتناقلته وكالات الأخبار في الفترة الماضية، وحسنا فعلت إدارة النادي عندما قررت اتخاذ قرار صارم بشطب هؤلاء اللاعبين نهائيا، والاستغناء عنهم مهما كانت درجة مواهبهم ورفع أسمائهم للهيئة العامة للرعاية والشباب. ومن تابع الفيديو فسيدرك أن غرض اللاعبين كان توجيه أكبر ضرر جسدي للحكم المسكين، أما الأمر المستهجن فقد كان وقوف بعض الإداريين من الفريق موقفا سلبيا وعدم التدخل للسيطرة على اللاعبين، وكأنهم راضون عما يحدث بل ويشجعونه بردة الفعل السلبية. ولا نريد من أحد أن يقول بأن هذه الظاهرة استثنائية ولم تحدث مسبقا، ففي عام 2012 تسبب اعتداء لاعبين قصر في الدوري الهولندي في موت الحكم بعد ضربه وبشكل جنوني، وقبل فترة قليلة تكرر نفس المشهد في الدوري اليمني أيضا، والعديد من الوقائع التي أصبحت هي الموضة حاليا، ولكن ما الذي ميز اعتداء لاعبي الوادي الأخضر، وما الذي كان جديدا فيه. الجديد أيها السادة هو تدخل رجال الأمن لإطلاق أعيرة نارية في الهواء، وهو دليل على عجز الأمن عن فض الاشتباك الذي دار باستخدام الأيدي، ولعمري هي ظاهرة تحدث للمرة الأولى في ملاعبنا الخليجية أن نشهد إطلاق نار في الملعب من أجل تهدئة شغب وضجيج أصحابه هم اللاعبون أنفسهم للأسف الشديد، وإطلاق النار هو دليل على أننا على أعتاب مرحلة جديدة في ظواهر مسلسل الاعتداءات المستمر على قضاة الملاعب. العقوبة التي صدرت بحق اللاعبين كانت صارمة وقوية بأن يشطبوا تماما من سجلات النادي، ولكن نتمنى أن تكون هناك عقوبة أخرى على صعيد القانون، وأن يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه المجموعة التي لم تكتف بخلع عباءة الأخلاق، وإنما ارتدت ثوب الخارجين عن القانون والبلطجة، ولا يوجد أي مصطلح آخر نصف به هذه الظاهرة للأسف. وأخيرا لن يكون مستغربا بأن يكون هناك دروس في الفنون القتالية والكاراتيه للحكام في المستقبل، أو أن يتم إتاحة فرصة التحكيم في عالم كرة القدم للمصارعين والملاكمين المعتزلين، لعل وعسى أن تخف ظاهرة الاعتداء المستمرة على قضاة الملاعب.