13 سبتمبر 2025

تسجيل

شامُنا فوق آلامِنا

28 فبراير 2012

سوريا تموت وكل ما يفعله العرب هو (تسمين الضحايا قبل قتلهم)!.. هذا ما خرج به من يسمون مؤتمر أصدقاء سوريا في مؤتمرهم الذي حضرته هيلاري كلينتون وتعهدت فيه بنصرة الشعب السوري كما توعدت الرئيس بشار الأسد أو (نشار الجسد) — كما يحلو لي تسميته — بنيل عقاب مناسب جراء ما يفعله بشعب سوريا الذي يظن هذا المخبول أنهم تابعون لحاشيته الدموية التي تنكل بالناس وتذبحهم ذبح النعاج ولا تفرق بين صغير وكبير أو رجل وامرأة أو شيخ كهل وصبي يافع!.. سوريا تـُباد عن بكرة أبيها وأصدقاء الشام يفكرون كيف يصلون بالأغذية إلى المدن التي تحاصرها دبابات الأسد على الأرض وطائراته الحربية من السماء وحتى هذه اللحظة لم يتوصل أي عبقري منهم إلى كيفية حماية هؤلاء الأبرياء من قتل الأرواح ونهب الثروات وهتك الأعراض وتجويع الناس!.. سوريا تنتهي والعالم يترقب نتائج التصويت على الدستور الجديد الذي وضعه (نشار الجسد) وحضر بنفسه هو وزوجته إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون للإدلاء بصوتيهما في تشجيع أنصاره للحضور للصناديق والموافقة عليه إجباراً لا اختياراً وينص في أول بنوده التافهة المضحكة على أن يبقى هذا المخبول رئيساً حتى عام 2028!! فهل يعقل انه في الوقت الذي ترتكب فيه قوات الأسد مجازر بحق الشعب وتزف عشرات العوائل السورية أطفالها إلى جنات الخلد يومياً يقوم (قذافي سوريا) بعمل استفتاء على دستوره الوضعي الذي يصب في صالح تواجده وحضوره وحكمه وظلمه وبقائه حتى يكمل عقاب الشعب الذي تجرأ على ثورته وهز تاريخ حكم الأسد منذ أن كان أبوه حافظ يحكم البلاد والعباد ليأتي ولده الذي بدا واعياً في حداثة حكمه وغدا ظالماً مستبداً وانتهى به المطاف قاتلاً آثماً؟!.. أين النصرة التي وعد بها أصدقاء الربيع العربي؟!.. أين ذاك الحلم في أن يتنفس أبناء سوريا الحياة بعد أن باتت مسروقة منهم وهي الحق الأول لهم؟!.. وأي دستور مضحك يضعه هذا المجنون في وقت أصبحت صلاحيته كرئيس منتهية بل وغلبها عفن لا يمكن تداركه أو تزيينه ليعود حاكماً لبلد أنجب "قبضايات" الشام وفتيانها؟!.. أي صبر وأي قوة جبارة ستتحمل وجود هذا الشخص حاكماً حتى شمس عام 2028؟!.. والمصيبة الأيادي الخفية التي تزيد من قوة نظام الأسد في قتل الشعب حيث تقف إيران وبكل إمكانياتها لنصرة النظام السوري ضد عزل لا يملكون اليوم ضوء شمعة لاستبصار زوايا يحتمون بها ولا يمكن أن توقد ببيوتهم نار لطبخ زادهم لأنهم وببساطة لم يعودوا يملكون بيوتاً ولا طعاماً وفي المقابل لايزال العرب يبحثون آلية لإنقاذ هؤلاء بينما إيران بعثت بأسلحتها وعصاباتها المنتشرة على أسطح العمارات لقنص الأرواح وإطلاق النار عشوائياً فكيف نصدق ان هناك من يبحث مساعدة سوريا من كابوس الأسد وقواته البعثية الظالمة الوحشية؟!.. كيف يمكننا أن نتخيل أن لغة القتل والدمار يمكن أن يئدها أحدهم ممن يشعرون بما يتعرض له الشعب السوري فعلاً؟!.. كيف يمكننا أن نعي ان ذلك كله يحدث في قلب الوطن العربي ولا يحرك ساكناً سوى حفيف ملابس فاخرة تتحرك في داخلها أجساد ميتة وقلوب لا تنبض إلا لنصرة البعيد وتلبية نجدة الغريب؟!.. والله إنني اعتزلت الأخبار من شدة وجعي وإن قدرت اليوم على اجتناب الصور والأصوات المكلومة الموجوعة فإن لي قلباً أشترك في تشابه صماماته وأوردته وشرايينه مع قلوب الشعب السوري ولا يمكن أن يتلاءم في خاصيته مع قلوب أصدقاء سوريا الذين وضعوها تحت الكراسي وحينما كان يستيقظ فيها الألم هوت أقدامهم لتسحقها لتقتل الألم فقط أما هي فباقية ما بقي أصحابها يعدون الشعب بالنصرة ويتوعدون الرئيس بالعقاب!. فاصلة أخيرة: يا أبناء الشام.. لو كان بيدنا شيء لجئناكم زحفاً.. ولو كان بهذه الأيدي شيء آخر لاستنفرت الأقدام ونصبت الظهور ورفعت الرؤوس وأنطقت الألسن وأحيت القلوب وهتفت لبيك يا شام!