19 سبتمبر 2025
تسجيليعتقد البعض أن الغضب خُلقٌ وراثيٌ، أو أنه مرضٌ مزمنٌ، ولكن هذه المقولة تحتاج منَّا إلى الرجوع والتأمل في الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ذلك الرجل الذي قال له يا رسول أوصني! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب، ثم كررها مرارًا فقال: يا رسول أوصني! والنبي صلى الله عليه وسلم يُعيد نفس الإجابة: (لا تغضب). نستنتج من هذا الحوار، أن الغضب ليس مرضًا وراثيًّا، وليس مرضًا مزمنًا، ولو كان كذلك لدعا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل: شفاك الله وعافاك من الغضب، أو دعا له بدعوة، ولكن قال له: (لا تغضب)، أي: ابتعد عن الغضب. ونستنتج أيضًا أن الغضب شرٌ وجمرة من النار وأنه من الشيطان والعياذ بالله، وهو سبب كبير مما يحدث لنا في الوقت الحاضر من مشكلات، وما كان يحدث في السابق كذلك. فعلى سبيل المثال: كم من حالة طلاق كانت بسبب الغضب؟ وكم من كلمة سيئة خرجت من شخص نحسبه بأنه رجل صالح، ولكنه في حالة غضبه وعدم تماسكه ألقى بتلك الكلمات التي قد يندم عليها طوال حياته؟. وهذا يعني: إمكانية معالجة الغضب عند الإنسان، وذلك بتدريب نفسه على بعض الأمور. فإذا غضبت أخي فعليك بأربع خطوات إذا فعلتها ذهب الغضب عنك، وهذه الخطوات ورد بعضها في القرآن الكريم وبعضها في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. الأولى: إذا غضبت أو أحسست بالغضب فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. الثانية: إذا كنت واقفًا عند الغضب فعليك بالجلوس، وإذا كنت جالسًا فعليك بالاسترخاء إذا كان المكان مناسبًا لذلك. الثالثة: يجب التحلي بالصبر والحلم والأناة عند الغضب، وأن نتذكر توجيه ملك الملوك سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 134). الرابعة: إذا غضبت فالزم الصمت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) لأنه لو تكلم فسيقول غالبًا ما لا تحمد عُقباه. • دعاء: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم من أهل الحلم والعلم والأناة، وأن يكفيني وإياكم شر الغضب.