14 سبتمبر 2025
تسجيلمن سيتجول في شوارع الدوحة وأسواقها قريباً عليه أن يقف طويلاً أمام ما سيراه مكتسياً بلون أحمر قان !..وإننا في الوقت الذي نسمع ونرى الآلاف من الغرب يتعرفون على إسلامنا ويدخل العشرات يومياً في الدين الإسلامي ويرونه الملاذ الآمن لهم سنرى بيننا من يلوذ بتفاهة الغرب وتقاليده التي ما أنزل الله بها من سلطان!.. خسارة أن أرى طفلا بريطانيا يجمع التبرعات من شوارع ومقاهي وأرصفة لندن لأجل شعب مضايا السورية ويجمع مصروفه اليومي لأجلها والتي تتلوى تحت لهيب الحصار الرافضي في الوقت الذي يتطلع فيه المراهقون العرب ليوم الرابع عشر من فبراير الذي بات على مشارف أيام قليلة لتبادل هدايا الحب مع (رفيجاتهم)!..خسارة أن تكون هذه التفاهة بيننا بينما غيرنا يبحث عن الجدية.. أتحدث اليوم عن كل هذه التناقضات المريعة وأنا على ثقة بأن واجهات المحلات والأسواق ستطلق دعاياتها الحمراء منذ الآن لما يسمى بـ (عيد الحب) الذي تبدو الأيام تسارع نفسها لبلوغه وكأنها تتآمر سراً ضد الذين يرون من هذه البدعة عيداً يلتزم محبوه بتبادل هدايا الورود والدببة مع محبيهم سنوياً !.. أتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أحصي عدد (الأعياد) المختلقة بيننا ونعدها مناسبات مؤرخة تلقى منا كل الاهتمام والحرص على إقامتها وكأن المسألة أصبحت على التنافس في إنشاء هذه (التفاهات) وجر العقول الصغيرة والمراهقة لمزاولة غيها وبنود الضلال فيها!..فبعد عيد الحب يأتي عيد الأم وبعده الهالوين وأعياد الكريسماس وجنون رأس السنة وما خفي بينهم كان أكبر وأعظم!..ما الذي يحدث في الدوحة؟!..دعوني أصوغها بطريقة ثانية وهي : ماذا جرى يا بلد؟!.. ماذا جرى لتتنامى هذه الأعياد المبتدعة ويخفت ضوء أعيادنا الحقيقية ؟!..ماذا جرى لينقلب الحال إلى ما كنه نظنه محالاً وحراماً شرعاً؟!.. فليست ما تسمى بالأعياد هي ما أتكلم عنه فقط فحديثي يطول وهو ذو شجون والله!..فما أصبحنا نراه صار فوق مستوى الاستيعاب الشخصي لي ومثلي الكثير بلا شك وأنا أرى شبابنا ينسلخ من جلده الخشن ويحشر نفسه في ثياب أنثوية ضيقة وفتيات مثلي يعاندن أنوثتهن ويتشحن بجلاليب الرجال؟!.. ما الذي يدعو الأجانب على أرضنا للمشي بحرية عراة على شواطئنا وفي المجمعات التجارية دون حسيب أو رقيب ؟!..وما الذي يجعل مناهج المدارس المستقلة هشة ومليئة بالمغالطات وعيوبها أكبر بكثير من مميزاتها؟!.. بالله عليكم ما الذي حدث لتهجر الحشمة زوايا هذا المجتمع بعد أن كانت زواياه قبل واجهاته تفخر بنظافتها من الغبار والسوس الذي ينخر في هياكلها؟!.. من هو المسؤول وراء (العولمة المرفوضة) التي باتت تتعملق وسط تقازم إجباري للقيم والعادات؟!..هل أمنيتنا بالعودة للمثالية البسيطة أمنية صعبة المنال أم أنها تندرج تحت بنود المستحيلات العشرة؟!..من الذي يقف وراء بعض مظاهر الانفتاح غير المحمود ويدفعه قسراً للحداثة المذمومة؟!..هل أبدو لكم (رجعية ومتخلفة) ويتطاير الغبار القديم من سطوري وأنا أقول وأناشدكم دخيل الله أعيدوني إلى زمن الحياء.. حيث تسقط عينا الفتاة إلى الأرض خجلاً وأدباً حين يدنو منها ظل رجل ويغض الأخير بصره حينما تجبره قدماه على المضي بين عباءات سوداء مسدلة؟!.. بل أين هي تلك العباءات السوداء بعد غزو مهرجان الألوان لها؟!.. قلت لكم حديثي ذو شجون وأكاد أجزم أن بعضكم يتثاءب الآن!.. من حقه ذلك فما قيل هو من أيام الأبيض والأسود !فاصلة أخيرة:حبيبتي..اسمعيني!..فلم يكن حديثي قسوة ولكنه رأفة من قسوة قادمة تدعى هدر الأخلاق .. فهي تبدو في أولها معسولة وتنتهي مسمومة!.. أحبكِ يا قطر !