شعارنا (السعادة الزوجية بأيدينا) (3)

في نهاية المقال السابق تحدثت عن شخصية الإنسان وأنه يجب أن نتعامل مع الشخصية حتى نستطيع ان نصل الى مفتاحها والدخول في قلبها، فمثلا من خلال التجارب يجب اتباع التالي في الحالات المختلفة: — 1 — عند غضب الزوج حيث يكون اكثر انفعالا هنا تحاول الزوجة ان تمتص غضبه من خلال النظرة اليه بطريقة تعاطفية وتعجبية في نفس الوقت والسكوت وعدم التحدث ولا تبدئي بالحوار حتى يهدأ تماما والافضل الا تتركي المكان حتى ينتهي من كلامه الغاضب، وحين تشعرين انه ارتاح يمكن ان تخرجي بقول سأستأذنك الآن وارجع وعند رجوعك احضري معك كوبا من العصير وقدميه له وانت تقولين تفضل حبيبي فانت اليوم تحتاج الى الراحة، وبعد ان يشرب ويرتاح ممكن ان تتحدثي عن الموضوع ولكن بدون استفزازه سيعرف هو بعد ذلك الذي تريدين ان توضحيه وتطرحيه وتصلي اليه من هذا الموضوع بدون ان يغضب منك ولكن تظل المعالجة تختلف من نمط شخصية لآخر، فكل انسان لديه عقل يحاول ان يفهم الجو المحيط به، من ذلك الشخصية الطفولية فدائما يقال الرجل مهما كبر يظل بداخله طفل صغير يحتاج الى الحنان والحب من المرأة.2 — عندما نتحدث عن الرومانسية نقول كل شخص يجب ان "ينحب ويحب" فهذا شيء اساسي ورغبة اساسية بالزواج واقول مع ان تخصصي بيولوجي تربوي ولكن المعرفة والاطلاع على خبرات الحياة المختلفة تجعل الانسان يستطيع ان يكتب ويعبر عن ذلك وخصوصا مع كثرة المشاكل الأسرية بعدم توافر الحب والامن داخل الجو الاسري وانتشار ظاهرة الطلاق فلابد من وقفة في هذا الامر والكتابة فيه حتى نصل الى شعارنا ((السعادة الزوجية بين ايدينا)) وتعريفي البسيط للرومانسية الزوجية هو كل شعور جميل تشعر به من خلال الطرف الآخر ويلقى استحسانك واعجابك ويمتلك قلبك ويبقى في مخيلتك بصورة ملائكية حتى وان بعد عنك المسافات لظروف معينة يبقى في ذاكرتك حتى تحين الفرصة للتلاقي وتحقيق ما يصبو اليك من هذه الصورة التي وقعت في داخل عقلك ووجدانك بحيث لو اخطأ الطرف الآخر تظل الصورة الجميلة في مخيلتك فيتغاضى عن الاخطاء ويحاول ان يصلحها معك فالمهم الاستفادة وعدم الوقوع مرة اخرى في نفس الخطأ فالحياة الرومانسية هي الغوص في اعماق البحار والخوض بالتجارب بمجاديف قوية حتى نصل الى ((جزيرة العشاق)).فالرومانسية نظرة شاملة للشخص في كل اموره الحياتية معك فلا نحكم على الطرف الآخر لموقف او لاعتبار معين كان يوما ما ضدك فالحياة جميلة وكما يقال يوم لك ويوم عليك فهذه مباراة تحكمها رومانسية الحب وهناك انواع من الحب سأتحدث عنها بمقال آخر باذن الله.3 — عند حدوث الزعل بين الطرفين لأي سبب ما سواء كان لسبب بسيط او معقد يجب ان أقول ثلاث مرات الا يستمر الزعل اكثر من يوم وبعد ذلك يتم التصالح من احد الطرفين ونبتعد عن النظر بالكرامة والكبرياء ولسبب لأن الزوجين سكن لكل منهم وعندما يبتعدون عن بعض فانه تحدث بينهم فجوة فلا يستطيعون بعد ذلك مواصلة الحياة بشكلها الطبيعي وايضا يحز في القلب كلما ابتعدوا لمدة اكثر ويتعود كل طرف على ذلك مما يؤدي الى الطلاق العاطفي واعوذ بالله من ذلك انه أسوأ من الطلاق نفسه حيث تنعدم متعة الزواج بين الزوجين.4 — عندما تقوم برحلة عن مشوار حياتك الزوجية في بداية الطريق يبدأ المشوار باشتراك الزوجين بتبادل الرغبات وفي وسط الطريق تتبادل الطموحات والادوار وفي تقدم الطريق ولا نقول النهاية يحدث تحقيق الاهداف وما تصبو اليه من رحلتك الزوجية الممتعة التي تغلبت على الكثير من الاهوال والمخاطر لتصل الى ما تتمناه في هذا الزواج فالأسرة السعيدة لا تسبب التفكك والتأثر بالمحيطين فكل حياة أسرية يعيشها الشخص تختلف بحسب بيئته وطبيعته وافكاره ووازعه الديني، فالشرح يطول في هذا الامر واهم شيء زرع الثقة بين الزوجين والتمسك بالمبادئ الدينية فما اروع بيوتنا الإسلامية التي بنيت على المودة والرحمة. في آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن هذه الآية خُتمت بقوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فما هي الأشياء التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة، يقول تبارك وتعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21)