كأس العرب

انتهت بطولة كأس العرب وقدم منتخبنا فيها مستوى عالياً، وكافح وسط الكبار واستحق المركز الثالث بجدارة، ونحن كجمهور راضون عن المنتخب ونتمنى أن يستمر هكذا وأفضل.. كانت البطولة مميزة جدا واستمتعنا بالمباريات والملاعب الجميلة والحدائق الرائعة من حولها، وعشنا أياماً حلوة وأصبحنا الآن في فراغ وبانتظار كأس العالم ونجاحات أخرى بإذن الله.. شاهدنا مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وحرصه على التواجد في المباريات، وكذلك اهتمام سمو الأمير الوالد، الله يطول بعمره، وجميع أفراد عائلته.. عشنا مع المحللين والإعلام بكل تفاصيله وتغطياته، ولقد تفوقت قنوات بي إن سبورت في رصد كل شيء وانتشارها العالمي. حققت الدولة إبهاراً عالمياً في هذه الاستضافة الكبيرة لكأس العرب بعد أن كانت البطولة مريضة وتحتضر وتعقد مرة وتلغى مرات، وتشارك بها منتخبات على أصابع معدودة، وبدون تصفيات وجوائزها لا تتعدى الأربعمائة ألف دولار. جاءت قطر وانتشلتها وجعلتها فوق كل الطموحات، وعملت لها إنعاشاً حقيقياً، وصعبت المهمة لمن يريد استضافتها من بعدها، لذلك لم يتقدم لها أي أحد حتى الآن.. الملاعب المونديالية فخر لقطر ولكل العرب، وأقترح تعديل بعض المسميات، إن أمكن، لتتناسب مع أشكالها والمناطق التي بها، حيث إن أغلبها يكون هناك اسم ثم المنطقة التي يقع بها، إلا الثمامة والمدينة التعليمية ولوسيل، اتخذت فقط أسماء المناطق، لذلك أجدها فرصة لأن تكون كالتالي: 1- استاد خليفة في اسباير ( مدينة خليفة الرياضية) 2- استاد أحمد بن علي في الريان 3- استاد موزا بنت ناصر في المدينة التعليمية وهي تستحق هذا التكريم فقد بنت المدينة التعليمية وأسستها بكل جدارة. 4- استاد القحفية في الثمامة لأنه إن لم يذكر اسم هذا الرمز التراثي، ويتم الاكتفاء فقط باسم المنطقة فقد ينسى الرمز مستقبلا، وأنا أصر أن يسمى القحفية، كما نسميها في قطر، ولا تسمى الطاقية، كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، حيث إن الطاقية هي غطاء الرأس المصمت غير المخرم، أما القحفية كما هي شكل الملعب حاليًا. 5- استاد 974 في راس أبو عبود 6- استاد الجنوب في الوكرة 7- استاد البيت في الخور 8- استاد الاستدامة في لوسيل سوف يصبح هذا الاستاد نموذجاً في التطوير المستدام للاستادات عبر اتباع ممارسات البناء الصديقة للبيئة، والحفاظ على الطاقة، والتبرع بمقاعده، والاندماج في مدينة نابضة بالحياة مستقبلًا لما سيشمله من مشاركات مجتمعية مفيدة كالفنادق والمقاهي وغيرها، وسوف يتجسّد الإرث النهائي له في تقديم نموذج يُحتذى به في هذا المجال. لقد تحدثت أغلب المحطات الرياضية والإعلامين عن النجاحات التي حققتها قطر في هذه البطولة، ووصلتني رسالة من قارئة جزائرية تابعت الحدث وهي الدكتورة جميلة بلعودة نور الدين، أضع لكم جزءاً من رسالتها مع خالص شكري وتقديري لها ولكل الشعب الجزائري، ولهم خالص التهنئة بالفوز بالمركز الأول. "لأنّنا ننتمي لوطن الشهداء الأحرار (الجزائر)، فإننّا نشكر السلطات القطرية التي استثمرت في معادلة رياضية، أعادت تجويد اللُّحمة بين الشعوب العربية من جهة، وإرساء قواعد التعامل الحضاري والسلوك الراقي من جهة أخرى. فإن كانت الجزائر قد توجت بكأس العرب في هذه الطبعة القطرية، فإنّ دولة قطر أحدثت استثناءً مبدعًا على مستوى التنظيم، ورسمت مشهدًا حضاريًا يفتح الآفاق العالمية على استقطاب مونديالي ناجح، وتعيد رسم صورة جديدة عن الإبداع العربي، وأن التألق دائمًا يحتاج لمعادلة من الانضباط والمنطق العملي الجاد. فهنيئًا للجزائر بهذا الأداء المتميز وهنيئًا لقطر دولةً وشعبًا على هذا التألق، الذي دخل في دائرة الاستثناء وشكّل مكسبًا حضاريًا، يعبد الطريق لانتصارات قادمة في مونديال قطر 2022. [email protected]