18 سبتمبر 2025
تسجيلونقف اليوم عند الشاعر الملك المعتمد بن عَبَّاد، الذي خُلع من المُلك في أشبيلية عام 1091م، على يد يوسف بن تاشفين، وقد حُمل المعتمد بن عباد بعد أسره مكبلاً هو وأهله، فلما مَرَّ ببلاد المرابطين رأى أهلها قد خرجوا يستسقون المطر فقال ابن عباد: خَرَجُوا لِيَستَسقُوا فقلتُ لهمدَمعي يَنُوبُ لكم عن الأَنْوَاءِقالوا حَقيق في دَمعكَ مقنعٌلكنَّها مَمزُوجَةٌ بِدمَاءِ وقال ابن عَبَّاد وهو في سجن أغمات، وقد تذكر أيام ملكه الزاهرة وقصوره الفارهة وهي (المبارك والوحيد والزاهي والزاهر):بَكَى المُبَاركُ في إِثْر ابن عَبَّادِبَكَى على أثْرِ غزلانٍ وآسادِبَكَتْ ثُرَيَّاهُ لا غُمَّتْ كَواكبُهابِمثلِ نَوءِ الثُّرَيَّا الرائحِ الغَاديبَكَى الوحيدُ، بَكَى الزَّاهي وَقُبَّتُهُوالنَّهرُ والتَّاجُ، كُلّ ذُلُّهُ بَادي ويقول أبو البقاء الرندي المتوفى سنة 798 هجرية في قصيدته الشهيرة في رثاء الأندلس بعد سقوطها:تَبكي الحَنيفيَّةُ البَيضاءُ من أَسَفٍكما بَكَى لِفراقِ الإِلفِ هَيمانُعلى ديارٍ من الإسلامِ خاليةقد أَقْفَرَتْ ولها بالكُفرِ عُمرانُحتى المَحارِيب تَبكي وهي جامِدَةٌحتى المنَابِر تَرثي وهيَ عِيدانُيا غافِلاً ولَهُ في الدَّهرِ مَوْعِظَةٌإنْ كُنتَ في سِنَةٍ فالدَّهرُ يَقْظَانُأَعندكم نَبَأٌ من أَهلِ أَندلُسٍفَقد سَرَى بِحديثِ القَومِ رُكبانُ وفي رثاء العلماء نقف عند مرثية شاعر النيل حافظ إبراهيم التي رثى بها الشيخ محمد عبده المتوفى عام 1905م، حيث قال:سَلامٌ على الإسلامِ بعد مُحمدٍسَلامٌ على أَيامِهِ النَّضِراتِبَكَى الشَّرقُ فارتَجَّتْ لَهُ الأرضُ رَجَّةًوَضَاقَتْ عُيونُ الكَونِ بالعَبَراتِفَفي الهندِ مَحزوُنٌ وفي الصِّينِ جازِحٌوفي مِصرَ باكٍ دائمُ الحَسَراتِوفي الشامِ مَفجوعٌ وفي الفُرسِ نادِبٌوفي تُونُسٍ ما شِئْتَ من زَفَراتِبَكَى عالَمُ الإسلامِ عالِمَ عَصرِهِسِرَاجَ الدَّياجي هادِمَ الشُّبُهاتِبَكَينا على فَردٍ وإِنَّ بُكاءَناعلى أَنْفُسٍ للهِ مُنْقَطِعاتِ ونقف برهة مع الشاعر أبي تمام الذي قال في رثاء القائد والفارس الهام محمد بن حميد الطوسي:كَذَا فَليجلّ الخَطبُ وليفدحِ الأَمرُفليس لعينِ لم يَفِضْ ماؤُها عُذْرُتُوفِّيتِ الآمالُ بَعدَ مُحمَّدٍوأصبحَ في شُغْلٍ عن السَّفَرِ السَّفْرُفَتًى كُلَّما فاضِت عُيونُ قَبيلةٍدَماً ضَحِكَت عنه الأَحاديثُ والذِّكْرُفَتَى ماتَ بين الطَّعنِ والضَّربِ مَيْتَةًتَقومُ مَقَامَ النَّصرِ إِنْ فَاتَهُ النَّصرُوسلامتكم...