15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ماذا لو أن أحدهم انتقد "فلاديمير بوتين" قائلا إنه يسعى لتنصير روسيا، مستدلا على هذا بصور القساوسة وهم يباركون جنوده وأسلحته المتجهة إلى سوريا؟ الرد الجاهز ـ والمنطقي ـ هو أن روسيا لا تحتاج إلى من يُنَصِّرها، فمعظم شعبها من المسيحيين، أغلبيته من الأرثوذكس، وبالتالي فإن نصرانيتها "تحصيل حاصل"، وسيوصف المنتقد بالسذاجة على الأقل.لكن المدهش أن "بوتين" يتبع المنهج نفسه، إذ ينتقد السلطات التركية، لأنها تتبع، في السنوات الأخيرة وبشكل مقصود سياسة "أسلمة الدولة التركية". وهو نقد ينم عن "ديكتاتور" في حده الأقصى، إذ لا مجال للسذاجة، و"بوتين" لا "يجهل" أن 98% من الشعب التركي مسلم، لكنه "يتجاهل" منطقية التطابق بين "الشعب" و"الدولة"، "بوتين" الذي يشكل المسيحيون 70.3% من سكان دولته، ويعتبر 5% منهم فقط أنفسهم متدينين، يحترم القانون الروسي، الصادر في العام 1997، باعتبار الأرثوذكسية "جزءًا من التراث التاريخي الروسي" ويسير على هديه مرسلا القساوسة لمباركة مقاتليه وسلاحه، ولا يبالي بأن 20% من المواطنين الروس مسلمون، بينما "يتذمر" مما سماه "أسلمة" دولة 98% من سكانها مسلمون! مفترضا أنه لا يصح الاعتداد بما تؤمن به هذه الأغلبية الكاسحة، التي نجحت في التعبير عن هويتها، حتى في بعض أسوأ عصور القمع.وأذكر هنا زيارتي الأولى لاسطنبول: كنا في أخريات 1996 وحزب "الرفاه" حصل في الانتخابات البرلمانية على "أكثرية" عبر فيها الشعب عن هويته، وفشلت قوى القمع في أن تحول بينها وبين نيل استحقاقها، إلا بانقلاب صريح، وقع بعد عام تقريبا، ليحل "الرفاه" ويعتقل زعيمه "د.نجم الدين أربكان".في 1996 كان رئيس تركيا هو "العلماني" سليمان ديميريل، ومع ذلك كانت صور القائد الشيشاني "شامل باساييف" ترصع كل زاوية في اسطنبول، وسألت صديقي المترجم التركي: كيف يسمح نظامكم العلماني بنشر صور "باساييف" على هذا النحو؟ فقال: "باساييف" بطل، رفع رأس الأتراك جميعا، من الشيشان وغيرهم، في مواجهة "روسيا" وهي خصم تاريخي، لهذا تجد صورته حتى في "البارات" ولا يمكن لشخص ولا لسلطة الوقوف ضدها.و"باساييف" درس يعرفه "بوتين" جيدا، ولا أظن أن بوسعه الاستمرار طويلا في "تجاهله".