17 سبتمبر 2025

تسجيل

رحلتي بين الأديان

27 نوفمبر 2012

في الفترة الماضية، كنت أجلس مع الكثير من الأشخاص الرائعين من ديانات مختلفة بين النصرانية والهندوسية والبعض كانوا من غير دين، أحببتهم كما هم، ولم أسمح لاختلافهم الديني عني.. أن يبعدني عنهم، فتقبلتهم كما هم، حتى يتقبلوني كما أنا، بدأت بالبحث والاطلاع بمختلف الأديان، حتى أفهمهم جيداً.. فعلي أن أصل إلى ما يؤمنون به.. حتى أفهمهم وأدخل بين مشاعرهم الدينية.وجدت الكثير من الاختلافات المتناقضة، والأفكار الخاطئة، والأشياء غير المنطقية أبداً. ولكن وجدت في قلوبهم براءة ونقاوة فطرية وفي أخلاقهم أخلاقا إسلامية، يؤمن النصارى بأن عيسى عليه السلام، هو من سيحمل ذنوبهم.. فأسمع اسم "المسيح" عند الخوف، والتردد، والصدمة.. مثل ما نحن نستخدم كلمة بسم الله أو ماشاء الله.تشعر صديقتي الإيطالية النصرانية بالراحة عندما تسألني عن الأديان، فهي لا تتبع دينها فعلياً.. وسألتني عن أشياء كثيرة.. من كبيرة إلى صغيرة وكنت على استعداد لجميع استفساراتها.. فعدم تشددي الديني.. يجعلني أحياناً أقرب إليهم.. من شخص متدين جداً.. قد يجدون منه غلظة أو صعوبة في الإسلام.وهناك شخص من دولة المجر. كثير الأسئلة.. يؤمن بأن الله وحده لا شريك له.. وعاشق للثقافة والمعرفة والبحث عن الحقيقة.. لا يتوقف عن سؤالي عن الإسلام.. وعندما أعطيته روابط مواقع اسلامية في الانترنت، رفضها.. وقال إنه يريد كل الأجوبة مني.. شعرت بسعادة.. ومسؤولية بنفس الوقت.. مازال هو في طريق البحث.. فأخبرته بأن يبحث جيداً، حتى يؤمن من كل قلبه وعقله بالإسلام … أفضل من أن يستعجل وهو غير متأكد من الكثير من الأشياء.. ليرتد عن الدين لاحقاً.. ويصبح مصيره كمرتد أصعب عند الله.الشيء الغريب في طلاب الجامعة، أنهم لا يعرفون من الإسلام شيئاً إلا اسمه، رغم أن الجامعة مليئة بالطلاب المسلمين من عرب وخليجيين وأجانب.. ولكن لم تكن هناك أي فرصة بأن يُفتح لهم باب الحديث والأسئلة، لأن المسلمين كانوا على مجموعات مع من يشابههم الدين والعقيدة. من واجبنا كمسلمين، أن ندعو للإسلام.. ليس بالدعوة إليه.. بل بالدعوة به عبر أخلاقنا وسعة صدرنا.. وأن نحب الناس كما هم.. كي تصلهم معلوماتنا طازجة من القلب إلى القلب..البعض من غير المسلمين، يقضي وقته بالبحث بين الكتب والناس والأسئلة، ونملك نحن المسلمين كتابا واحدا يكفي ليجيب عن كل أسئلتنا، ولكن للأسف نقصّر معه كثيراً، فأصبح تويتر والفيس بوك والايميل هو أول شيء نفكر بأن نفتحه عندما نفتح عيوننا في الصباح، وآخر شيء نختم به يومنا.مهما اجتهدنا، نعود للتقصير.. لا نعلم قيمة النعمة الإلهية التي أعطانا إياها الله.. فبعض المسلمين غير العرب يجتهدون ويحفظون القرآن الكريم أفضل منا، أما نحن.. أصبح القرآن روتيناً كل جمعة، ورمضان..القرآن هو دليل كامل للحياة.. يقربنا إلى الله.. يعلمنا كيف نعيش لنستمتع بالدنيا والآخرة.. يعلمنا التاريخ والجغرافيا.. والحياة الصحية.. والتعليم.. والأخلاق.. والعائلة..والحقوق والشؤون الدولية.. والإخلاص في العمل.. والكثير من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى.. مهما اطلعنا عليه، نفاجأ به بالمرة الثانية وكأنها أول مرة نفتحه، لا ملل فيه، ولا ضجر...الإنسانية أكبر كثيراً من تفرقة على حسب الأديان والجنسيات والثقافات.. فالإنسانية تكفي الجميع.. وكل شخص سفير لدينه.. فإذا لم تستطع أن تحبب العالم في دينك، فلا تكرههم فيه.