27 أكتوبر 2025

تسجيل

خطاب الشرعية والكبرياء في نصرة قطر للمقاومة

27 أكتوبر 2023

مرة أخرى وبنفس الثقة في الله وفي الشرعية الدولية يصدع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله بما يراه الحق بتناغم كامل مع ثبات الدبلوماسية القطرية على احترام المبادئ والقيم وعلى نصرة المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر الى اليوم. نعم صدع سموه بعبارات الانتصار للحق رغم جعجعة الباطل من حولنا وتفاقم الشر في جرائم حرب وإبادة جماعية ترتكب على مرأى ومسمع الغرب الذي دلس الحقائق وغيب الضمائر وخدر العقول بالكلام المعسول المغشوش عن ميثاق حقوق الإنسان المنبثق عن ثورته عام 1792! صدع سمو الأمير بالحق ناصعا ساطعا لا تشوبه "تزويقات" إرضاء الغرب الظالم وشراء وده! جاءت هذه المواقف عند افـتـتـاح انــعــقــاد الدور الــعــادي الـثـالـث لمجلس الشورى: حيث بدأ خطابه السامي بقضية الأمة المركزية قضية فلسطين فـفال سموه: "أشـقـاؤنـا الفلسطينيون يعيشون ظروفا عصيبة تفوق التصور ولا يجوز السكوت عن القصف الهمجي غير المسبوق الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة، إحدى أكثر المـنـاطـق اكـتـظـاظـا بـالـسـكـان فـي الـعـالـم، ولا تجاهل الأعـــداد المـهـولـة مـن ضـحـايـاه الأبــريــاء مـن الأطـفـال والنساء وتـعـلـمـون جـمـيـعـا أنــنــا دعـــاة ســـلام، وأنــنــا نتمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية وأننا ضد التعرض للمدنيين الأبرياء من أي طرف، وأيا كانت جنسيتهم. ولكننا لا نقبل الكيل بمكيالين، ولا الـتـصـرف وكــأن حـيـاة الأطـفـال الفلسطينيين لا تـحـسـب، وكـأنـهـم بـلا وجــوه وبلا أســمــاء. مــا يـجـري خطير للغاية، بما في ذلك الـدوس على جميع القيم والأعـراف والشرائع الدينية والدنيوية، وليس على الـقـانـون الــدولــي فـحـسـب، والـتـصـريـح الاسـرائـيـلـي العلني بالنوايا غير الشرعية مثل التهجير وغيره. نحن نقول كفى. لا يجوز أن تمنح إسرائيل ضوءا أخضر غير مشروط وإجـازة غير مقيدة بالقتل ولا يـجـوز اسـتـمـرار تـجـاهـل واقــع الحــال والـحـصـار والاســتــيــطــان. ولا يـفـتـرض أن يـسـمـح فــي عـصـرنـا بـاسـتـخـدام قـطـع المــاء ومـنـع الــدواء والـغـذاء أسلحة ضد شعب بأسره. نحن ندعو إلى وقفة جادة إقليميا ودولــيــا أمــام هــذا الـتـصـعـيـد الـخـطـيـر الــذي نشهده والـذي يهدد أمـن المنطقة والعالم، وندعو إلـى وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل الحدود، وحقن الدماء وتـجـنـيـب المدنـيـين تـبـعـات المــواجــهــات الـعـسـكـريـة، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع. ونـــود أن نــســأل المـصـطـفيـن خـلـف الــحــرب، والــذيــن يعملون على إسكات أي رأي مخالف: ماذا بعد هذه الحرب؟ هل ستجلب الأمن والاستقرار للإسرائيليين والفلسطينيين؟ وأين سيذهب الفلسطينيون بعدها؟ الـشـعـب الفلسطيني بــاق، وكـذلـك مـعـانـاتـه فـي ظل الاحتلال والحصار والمصادرة والاستيطان. لا تقدم الـحـرب حـلا مـن أي نــوع. كـل مـا ســوف يـحـصـل هو تفاقم المعاناة وازدياد عدد الضحايا، وكذلك الشعور الـعـمـيـق بـالـغبـن. وســوف تـنـشـأ أجـيـال مـن الأطـفـال الذين مـروا بهذه التجربة المـروعـة، بما فيها صمت المجـتـمـع الــدولــي عـلـى قـتـل إخـوتـهـم وأتــرابــهــم. إن السبيل الوحيد لضمان الأمـن والاستقرار للشعبين هـو مـا يـتـم تجنبه حـتـى الآن، وهـو تحقيق الـسـلام الـعـادل والـدائـم وحـصـول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة التي أقرتها الهيئات الدولية، بما فيها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. في نفس السياق قامت بعض الأوساط الإسرائيلية باتهام قطر بما سمته (مناصرة إرهاب حماس!!!) وذلك كان رد فعل "طبيعيا" بعد نجاح قناة الجزيرة في فضح جرائم العنصرية الإسرائيلية المتطرفة ضد المدنيين العزل وارتكاب جرائم قتل أكثر من 2550 طفلا بريئا تحت أنقاض الأطنان من المساكن المدمرة فوق رؤوس الأبرياء. وجاء رد معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المؤتمر الصحفي المشترك مع السيد وزير الخارجية التركي حيث قال:" ان اتهام قطر يدخل في آليات الابتزاز الإسرائيلي وهو مرفوض كأي ابتزاز آخر لأننا ندين قتل المدنيين مهما كانت أديانهم وأعراقهم ونتمسك بالقانون الدولي والشرعية الأممية وهي تمنح حق المقاومة لكل شعب محتلة أرضه وعبر معاليه عن تقدير قطر للموقف التركي المشرف داعيا المجتمع الدولي أن لا يكيل بمكيالين وأن يكون موقف الغرب من مظالم إسرائيل هو نفسه الذي وقفوه مع أوكرانيا حين تعرضت لما سموه العدوان الروسي. لا يمكن أن نختم مقالنا هذا دون أن نترحم على عائلة الزميل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة المناضلة والرائدة وهو الذي تلقى نبأ استشهاد زوجته وأبنائه على الهواء مباشرة وهؤلاء الشهداء الأبرار من بين الاف شهداء الهمجية المارقة عن القانون والأخلاق وتؤكد دولة قطر أنها السباقة لنصرة الحق والشرعية والمستضعفين من المؤمنين من مسلمين ومسيحيين والدولة التي تسير في اتجاه التاريخ لا ضد تياره بتوجيه من أميرها وقائد مسيرتها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه.