11 سبتمبر 2025
تسجيلعندما كنت أقلق من اختبارات الثانوية العامة، كانت أمي تمسح على قلبي بتشجيعها ودعمها، وعندما كنت أحمل هم بحوث الجامعة كانت أمي أقل قلقاً مني، فهي كانت تثق بي حتى عندما كنت لا أملك هذه الثقة بنفسي، وعندما كنت أنتظر نتائج رسالة الماجستير وقلبي بين يدي، كانت أمي تناديني "أستاذة" قبل أن ترى نتيجتي، وعندما تمنيت أن أصدر كتابا خاصا بي وأجلت هذا الهدف كثيراً، فاجأتني أمي بتجميعها لأفضل كتاباتي ومقالاتي في ملف واحد، وقالت لي: "أرسليه الآن إلى دار النشر"، فأرسلته لهم وأنا مترددة.. ووصلني رد منهم في أقل من ٤٨ ساعة يقول (لقد تم قبول كتابك، علينا اختيار الاسم المناسب له الآن).. وفي ١٧ أكتوبر هذا العام، تم الإعلان عن إصدار كتابي الأول (لا تعش حياة شخص آخر) الذي سوف يشارك في معارض الكتب القادمة داخل وخارج الدوحة، ويُنشر في أغلب المكتبات الخليجية والعربية.في كل مرة أحمل فيها خبراً ساراً أو إنجازاً جديداً لأمي، لم تكن تستغرب ابداً من ذلك، فهي كانت تؤمن بي قبل أن أبدأ الإيمان بنفسي، فإيمانها بي وُلد معي منذ البداية قبل أن أكبر، وقبل أن أن ترى ما يمكنني فعله حقاً. لا أعتقد أنني كنت سأصبح ما أنا عليه اليوم بدونها، فكل الأشياء العظيمة التي حدثت في حياتي، حدثت عندما آمنت بي هذه المرأة العظيمة، التي أعطتني الأمل عندما زارني اليأس، وأنارت طريقي بحبها واهتمامها ودعمها.تقول الكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن، مؤلفة رواية "أنا هي والأخريات": "من الصعب أن يجد الكاتب من يؤمن به في بداياته".. وأعتبر نفسي محظوظة، لأني وجدت من يؤمن بي منذ البداية، وقبل نقطة الانطلاق، فالإيمان يعطينا القوة والجرأة التي تساعدنا في تحقيق أهدافنا وأحلامنا بكل حُب وارتياح.الخطأ الذي يفعله بعض الأهالي هو أنهم ينتظرون لحظة انتصار أبنائهم حتى يؤمنوا ويفتخروا بهم، مما يجعل أبناءهم يحملون هماً ثقيلاً في صدورهم، ومسؤولية على عاتقهم ليسعدوا عائلاتهم وأصدقائهم بإنجازاتهم، فلا يجدوا من يحملهم وقت سقوطهم، ومن يدعمهم عندما يفقدوا الإيمان بأنفسهم، ومن يبث فيهم الشجاعة عندما يعتري الخوف والتردد قلوبهم، ومن يكون لهم سنداً في كل المراحل التي تسبق الإنجاز الفعلي والنتيجة الظاهرية.آمنوا بأحبتكم، فالإيمان وحده كفيل بصنع المعجزات.