01 نوفمبر 2025

تسجيل

حتى يحافظ العنابي الشاب على لغة الانتصارات

27 أكتوبر 2014

تبقى لغة الإنجازات وسطورها هي ما يرسخ في الأذهان دوما وما يعلق في ذاكرة التاريخ للأبد، وبتحقيق منتخب العنابي لكأس آسيا تحت 19 عاما، فهو لم يكتب حروفا ذهبية في تاريخ إنجازات قطر فقط، وإنما سجل بداية لمنتخب قوي وشاب قادم وبقوة من أجل أن يضع كرة قطر في مكانها الصحيح على الخارطة الكروية العربية والعالمية في الفترة القادمة. السطور السابقة لا تحمل مجاملة بقدر ما تتحدث عن واقع نراه الآن ونعيشه في الفترة الحالية، فقطر هي صاحبة استضافة المونديال في 2022، ومن أجل ذلك يجب أن يكون لها حضور أقوى على الساحة الكروية وحظوظ أفضل في أن يصبح منتخبها من المنتخبات النخبة والأفضل على القارة الآسيوية والعالمية أيضا، ولذك فإننا نعتبر أن إنجاز هذا المنتخب الشاب وتحقيقه للقب القاري مؤخرا هو نتاج لعمل متواصل ودؤوب في الفترة الماضية بكل تأكيد من أجل أن يكون البناء قويا وسليما من القاعدة، والقاعدة هنا بكل تأكيد هي المراحل السنية التي أفرزت هذا الجيل المتميز والأسماء الموهوبة. وبالإنجاز الذي تحقق الآن فإننا نتمنى ونرجو أن لا يتحول الإهتمام بالمنتخب عن حده، وأن لا يصل لمرحلة الدلال لهؤلاء اللاعبين، فدائما ما تعودنا في بيئتنا الخليجية أن يكون الدلال هو بداية النهاية لأفضل المواهب وأكثرها مهارة، والمطلوب هو غرس قيم الاحتراف والالتزام منذ البداية، والتركيز عليه بشكل يضاهي التركيز على إقامة المعسكرات التدريبية وتنمية الخبرات الفنية، قيم الاحتراف التي نشاهد كيف تنجح دوما مع المنتخبات الأوروبية وتعطينا في النهاية لاعبين يستطيعون العطاء وبذل الجهد لسنين طويل، وليس مجرد كم سنة وبعد ذلك الخمود والذبول لأسباب متعددة وعديدة أهمها الإفراط في التدليل كما ذكرنا، وأيضا عدم التركيز على حياة اللاعب خارج إطار الملعب والإبقاء على كلمة محترف في أسوار الملاعب فقط أما خارج ذلك فلا يوجد أي متابعة أو اهتمام. لغة الانتصارات من الصعب تحقيقها، والعنابي الشاب استطاع أن يصنع نفسه ويبهر العالم بإنجازه الآسيوي، ولكن لكي يتمكن من الاستمرار بالتحدث بنفس اللغة فإن هناك الكثير من العمل أمام الأجهزة المختلفة والمسؤولة، وبالتأكيد فإن المواهب الحالية ستكون الطريق من أجل صناعة منتخب قوي سيعطي للعنابي الهيبة المنشودة في ما هو قادم من سنين وبطولات.