16 سبتمبر 2025

تسجيل

وصايا من خير الأنام

27 أكتوبر 2013

(وصايا من الرسول صلى الله عليه وسلم كل واحدة منها تمثل قانونا من قوانين السعادة والنجاح، يا عقبة بن عامر: صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)، لنناقش كل قانون على حدة:1 — عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس وليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم".. صلة الارحام تعني: الوصل وابقاء الوطادة، ولكن للاسف الشديد ان الكثير منا اليوم غفلوا عن هذا المعنى والحق، قطعوا حبل التواصل بين ذويهم واهليهم، بحجة ظروف الدنيا التي شغلتهم، وابعدتهم عنهم، والبعض قد اخذ حجة ان اهليهم واقاربهم لا يصلونه، فمنذ متى اصبحت صلة الارحام متبادلة، ولكننا للاسف اصبحنا تحت شعار (من وصلني وصلته، ومن قطعني هجرته وقطعته)، وما هذه بصفات المسلمين، غفلنا عن اقاربنا وفقدنا الكثير منهم، ولا نعلم كيف نرتبط بهم فالابواب شبه مغلقة، هكذا نفكر ملياً، ولكن ان طرقنا تلك الابواب والله انها ستفُتح في وجوهنا ونجد الاحبة كما هم ولم يغيرهم تغير الزمان الذي ندعيه، ولكن من منا يفكر ويبادر (اللهم في الاعياد نبعث برسالة نهنئهم ثم ننتظر مناسبة اخرى )، انقلبت معاني صلة الارحام الى (الحسد والبغض والهجر، فاصبحت الشحناء بين الاهل، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرحم قامت فقالت لله عز وجل: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع مَنْ قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الارض وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ }. 2 — اعط من حرمك: هي عكس الامتناع، فلا تكن ايها المسلم ممن قال الله تعالى عنهم (ويمنعون الماعون )، فمهما كانت الاسباب وما دام الله تعالى قد انعم عليك ولو بالقليل عليك ان تساهم بالعطاء، بالقليل تكثر النعم وبالشكر تزيد، فاحمد الله تعالى انه قد فضلك على غيرك وانعم عليك، وجعلك بمثابة المقتدر على اعطاء الناس ومساعدتهم، واغانك عن سؤالهم، فكلما مددت يديك لمساعدة غيرك زادك الله من فضلك قال عليه السلام (من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها كربو من كرب يوم القيامة)، اتذكر جيداً ما قد درسته في الشريعة، ولا زالت هذه الكلمات تدندن في مخيلتي وذاكرتي (صاحب المعروف لا يقع ابداً، وان وقع وجد متكأ )، كم هي روعة ولكن يجب اليقين بأن الله تعالى يساعدك يوماً ان كنت في اصعب ظروفك، وتأكد كل معروف تفعله تجد نتائجه مهما طال الوقت او قصر، والايام دول، وتخيل لحظة واحدة انك ستكون يوماً في ابتلاء وتحتاج من يقدم لك يد العون، (فقدم اخي اليوم يُقدم لك بالمثل في الغد). 3 — اعف عمن ظلمك: في سورة ال عمران الاية رقم (134) يقول الله تعالى (والعافين عن الناس )، عليك ان تتبع اوامر القران الكريم وتبتعد عن الاخلاق الدنيئة، فليس من الفخر ان تقول فلان فعل وانتقمت منه، او رددت له الصاع صاعين، فالعفو هو احد اخلاق الانبياء، ارجع الى قصص الانبياء واقرأ وتصفح وثقف نفسك، تجد الكثير من المواقف التي قد عفو عمن ظلمهم بل واذوهم، في العفو لن اكتب الكثير ولكن هذه القصة تكفي لان نعلم جيداً الى اي حدٍ يجب ان نعفو: ضرب أبو بكر — رضي الله عنه — نموذجا رائعا في العفو والصفح، فقد شقَّ عليه ما رُميتْ به ابنته عائشة — رضي الله عنها — من الإفك، وشق عليه أكثر أن يكون ممن خاض في الإفك مسطح بن أثاثة — رضي الله عنه — الذي كان أبو بكر — رضي الله عنه — ينفق عليه لقرابته منه وحاجته، فلما نزلت الآيات في سورة النور ببراءة السيدة عائشة — رضي الله عنها — قال أبو بكر — رضي الله عنه —: «والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل»، فأنزل الله في ذلك: ((وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ((سورة النور آية 22). قال أبو بكر — رضي الله عنه —: «والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا )، فلنهتدي بالانبياء والصالحين، ونلجأ الى الله تعالى فهو من علمنا العفو، وتأكد انه لن يعفو عنك الا من كان قوياً ويعلم ان الدنيا زائلة. لحظة: لكل من قطع رحمه، وحرم من يحتاجه، ولم يعلم معاني العفو، حاسب نفسك قبل ان تُحاسب، ليست بطولة ان تجمع تلك الصفات وتتفاخر بها، ضع علامة تحت الصفة الحمقاء، وبدلها بافضل منها، تكسب الخير باذن الله (هداني الله واياكم ).