16 سبتمبر 2025

تسجيل

شمس الكلية

27 سبتمبر 2020

في كل مرحلة من مراحل الحياة هناك أشخاص يلمعون، الأطفال ينظرون إلى والديهم أنهم مصدر الأمن، والمراهقون يعتبرون أصدقاءهم أو أشخاصا آخرين كاللاعبين أو الممثلين مصدر اشعاع، والناضج يلتمس الإلهام في قضايا الأمة والقدوات الحديثة أو القديمة، والشيخ الكهل يرى في الزهد بالحياة هو الحياة. قد يكون لكل فرد بيئة يرتاح فيها، يتفاعل مع أفرادها فتتحقق عنده السعادة، هؤلاء الأشخاص قد يكونون في البيت أو المسجد أو العمل أو المجلس أو المدرسة أو الجامعة أو حتى الديوانيات الالكترونية أو أصدقاء التواصل الاجتماعي، ويعتبر هؤلاء الأشخاص في تلك الأماكن مصدر الهام وحب ومروءة. شمس الكلية هي الشمس التي تسطع على كل أجزاء الكلية؛ متى أشرقت فإنها تضفي على المكاتب والأروقة والقاعات روائح عطرة وتشع ابتسامة دائمة وينبع منها إلهام قوي، بل وتجد فيها المحفز، والداعم، والمنظم، والقانون، والعدالة بل وحتى الحنان على طالبات الجامعة وموظفاتها. انها سلوى المنظومة الإدارية المتكاملة التي إن غابت أظلم جانب مهم في الكلية وخبت صوتها. وإن احتجبت لسبب قهري فإن السكون يعم، وتعلو أصوات الرياح مثلما قلعة هاري بوتر. الاختلافات في التأثير والتفاعل والإلهام الذي له عدة مصادر هي: التأمل، والمشي، والاستماع للقرآن، والصمت الاختياري، والتفاعل مع العائلة، والحديث مع طفل صغير، والاستماع لمسن كبير، وقراءة سير الناجحين، الاستمتاع بالعمل مع الايجابيين، وأيضا محاكاة وتقليد أي من زملائك الناجحين في العمل، كل هذه العوامل وغيرها تساعدك في استلهام الأفكار الناجحة أو الشعور بالاطمئنان الداعم. ظهرت على الساحة العالمية علوم جديدة منها علم مدرب الحياة، مهمتها أن تسير معك في حياتك خطوة خطوة، وتعطيك التعليمات اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية لما يجب عليك فعله أو ما لا يجب عليك القيام به مقابل مردود مادي شهري يتم الاتفاق عليه. وبغض النظر عن قانونية أو شرعية أو الجدوى الاجتماعية لمثل هذه المهنة، إلا أنها استطاعت أن تثبت نجاحا باهرا في أوساط المجتمعات الغربية وبعض المجتمعات العربية وقليل من المجتمعات الخليجية. وبفضل التكنولوجيا فإن ما يقوم به مدربو الحياة هؤلاء معروض في الكتب الالكترونية الأجنبية، ومتاح على شبكة الانترنيت ولكن هيهات هيهات ان يصلوا بمستواهم الملهم الى شمس الكلية الساطعة. عندما نصحو من النوم معافين في أبداننا وديننا فإنه يوم شمس، وعندما يحدث الأب ابنه في البيت حول القيم والمبادئ والعقيدة فإنه شمس، وعندما يفسر الشعراوي آيات من القرآن الكريم فإنه شمس، وعندما يعزف السلام الوطني فإنه شمس، وعندما تبتسم الزوجة في وجه زوجها وتربت على كتفه المتعب فإنها شمس، وعندما ينفذ الموظفون أهداف المؤسسة أو الوزارة أو الشركة فإنهم شمس، وعندما يحرص المعلم على تحقيق أهدافه من الدرس فإنه شمس، وعندما يسولف الشايب في المجلس عن معاناة الماضي وسلوكهم المتين في مواجهة الظروف فإنه شمس. نعم تختلف الشموس التي تقدم لنا الالهام والرقي الفكري والخبرات العملية التي تعيننا على الحياة، وعندما تسير الدولة برمتها في منظومة مبادئ ثابتة فإنها شمس، جميعها نعم من الله علينا كما هي نعمة شمس الكلية على الكلية. كل منا يستطيع أن يكون شمسا ملهمة في مجاله، فقط عليه أن يحدد مناطق القوة لديه؛ ويعمل على تعزيزها ويسخر جزءا من وقته وجهده وماله في استعمال هذا الالهام نحو الآخرين كي يحدث أثرا فاعلا في حياتهم. مثل هذا العمل له مردود إيجابي على الشخص مصدر الالهام، فكل ما يقوم به الآخرون من نفع وخير بسبب تأثرهم بهذا الشخص يكون حينها لهم الأجر وله الأجر المتصل، هل تتفقون معي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو من علم من حوله سورة الفاتحة التي يصلي بها مليارات المسلمين منذ البعثة المحمدية وحتى قيام الساعة. القارئ له الأجر، ومن علمه تلك الآيات له نفس الأجر وصولا إلى الملهم والمعلم الأول رسولنا الكريم، وقس على هذا كافة الأمور الإيجابية التي يؤثر بها الفرد على الآخرين حتى يصبح شمسا في حياتهم أو حتى شمسا في الكلية. آخر المطاف: الشمس لها فوائد كثيرة منها التغلب على الكورونا وليس العكس. دمتم بود