29 أكتوبر 2025
تسجيلداود البصريشكلت المشاركة المتميزة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أعمال الدورة الحالية لمنظمة الأمم المتحدة نقلة نوعية واستراتيجية في مسار الدبلوماسية القطرية التي اتخذت خطا بيانيا صاعدا لا يعرف التراجع أو النكوص.لقد كان لحضور سمو الأمير تأثير فاعل وصميمي في إبراز التجربة القطرية وفي تسليط الأضواء على جهود الرجال الذين صنعوا ذلك الوهج المضيء والمتقدم لانطلاقة دولة قطر على المستوى الأممي. وحملت كلمات وخطابات سمو الأمير في الجمعية العامة وفي الجلسة الخاصة بمجلس الأمن مدلولات وقيما وأفكارا جسدت طبيعة المهام والمسؤوليات والأعباء التي تنهض بها الدولة وركزت على الملفات الحساسة التي تشغل فكر وبال سمو الأمير والقيادة في قطر والمعبرة عن إرادة وتطلعات الشعب القطري. لقد حدد سموه بكلام واضح وبفكر نيِّر وبلسان عربي مبين طبيعة الأخطار التي تواجه الأمن الدولي والإقليمي، كما وضع أصابعه على الجرح العميق الذي تعاني منه الشعوب المظلومة والتي حمل سمو الأمير رسالتها وعبر عن معاناتها وحذر من الخلط بين من يقاوم الاستبداد وبين الإرهاب الذي بات تهمة تلصق بحق من يكافح من أجل حياة أفضل، ومن أجل الحرية والكرامة. لقد حدد سمو الأمير الأسس الأخلاقية للدولة وعقيدتها الإنسانية التي تصوغ تحركاتها السياسية، مؤكداً وبحزم على ضرورة تجنيب الشعوب المحرومة ويلات حروب ونزاعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كما أشار إلى كون دولة قطر من خلال برامجها التنموية والنهضوية ومساعداتها الدولية هي في طليعة الرافضين للإرهاب والمحاربين له، ولكن وفق رؤية واضحة تميز وتحدد مسؤولية أهل الاستبداد والإقصاء والظلم عن تفشي ذلك الإرهاب، مؤكداً وبحزم على ضرورة انتهاج الحلول السياسية والمقاربات الموضوعية والابتعاد عن الظلم والتطرف في الإيذاء والاستفزاز. كانت المشاركة الفكرية القطرية مفاجأة حقيقية في عوالم الدبلوماسية العربية لكون الأفكار المتقدمة التي طرحها سمو الأمير تعبر عن نظرة شمولية لم يتطرق لها أي وفد، فكانت دولة قطر كعادتها وعهدها سباقة لكل ما هو جديد وموضوعي وبما يلامس مصالح الشعوب. لقد كان يمكن لدولة قطر أن تعزل نفسها وتتصرف بأنانية وتبتعد عن المشاركة في التخفيف عن معاناة المحرومين لتجنب بذلك نفسها حملات إيذاء وشيطنة معروفة من يقف خلفها من أهل معسكر الظلم والإقصاء، ولكن إرادة صانع القرار القطري والتزامه بمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ونهله من مدرسة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد جعلت منهجية الدبلوماسية القطرية تتقدم وتنجح وتحظى بتقدير الشعوب الحرة والقوى المحبة للخير والسلام. لقد أضافت مشاركة سمو الأمير تميم في أعمال الجمعية العامة دفقا قويا ودماء شابة حارة ضخت في شرايين الدبلوماسية الدولية كل معاني وقيم الحق والخير والسلام ولا يمكن لأي طرف مهما كان أن يزايد على مواقف دولة قطر الرافضة للإرهاب والمحاربة له والساعية من أجل الخير والسلام والمساهمة في دعم قوى الحرية والتقدم، حيث أعلن سمو الأمير أن قطر تتقدم برؤيتها للأمام وتتطلع لكل ما هو إيجابي وفق خارطة عمل تتميز برؤية إنسانية وأخلاقية لابد أن تكون هي الهوية المميزة لسياسة ودبلوماسية أخلاقية، فلا معنى لأي عمل مناهض للإرهاب دون الأخلاق ومعرفة وتحديد الأهداف مع مراعاة المصلحة الإنسانية العليا، لقد كان الصوت القطري هادرا بين أمم الأرض وهو يدعو للعدالة والإنصاف ونصرة المظلوم، فبارك الله في سمو الأمير وهو يقود سفينة الدولة باقتدار في عواصف السياسة الدولية العاتية.