13 سبتمبر 2025

تسجيل

حصار قطر ...بين مبرراته الواهية ومستقبله المنظور!

27 أغسطس 2018

إن الحرب التي شُنَّت على قطر لم تستند إلى أي مبرر قانوني او مسوغ شرعي فدولة قطر واضحة في رؤاها واطروحاتها ويشهد لها مواقفها طوال فترة الحصار وقبلها وأما بخصوص الارهاب وتداعياته فقد تميزت قطر دائما بفاعليتها في مكافحة الإرهاب بشهادة المجتمع الدولي فهي حاضرة دائما سواء في التحالفات الدولية او المنظمات التي تكافح الإرهاب، فهي  لها حضور قوي وفاعل في هذا الجانب ولايمكن توجيه أي شهادة غير منطقية ضدها سوى التلفيق والكذب.  ومن ناحية أخرى انتصرت دولة قطر للشعوب المظلومة في ثوراتها بينما غيرها انتصر للأنظمة الدموية القمعية، بل إن اختيارها دائما مساند للشعوب المضطهدة ونحن نشهد كيف يُرد الدين من قِبل هذه الشعوب في تذكر فضلها ومساندتها في الحصار وهل هناك أعظم من موقف الشعوب التي اختارت رأيها بحرية ومنطق لابتضليل وتعتيم اعلامي. لن تتراجع قطر عن مواقفها النبيلة لأنها تخدم المبدأ وسوف يتم تسطيرجهودها مجدا لها وتميزا سياسيا  بشهادة  المجتمع الدولي والشعوب الحرة، فهي تساند الطرف المضطهد بعيدا عن أي أجندة خاصة ومن ذلك نصرتها للثورة التونسية البيضاء الناصعة حيث وقفت إلى جانب الشعب في خيار ذهابه إلى صناديق الاقتراع، وكان حينها الرئيس المنصف المرزوقي البعيد كل البعد عن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية اجمالا، وبعده الرئيس الباجي السبسي، وحتى اللحظة  وهذا ان دل فيدل على ان دولة قطر تدعم  كل مسار ديموقراطي، وجاءت مساندتها للربيع العربي تحت المظلة الأممية وبموافقة دول كبرى ساهمت معها في انتصارها لثورات الشعوب  فكيف توجَّه اصابع الاتهام ضدها؟ وفيما يتعلق باتهامها بالوقوف الى جانب الاخوان المسلمين في مصر فإن قطر منذ عام 2011  وقفت مع المجلس العسكري -عدلي منصور- وحتى لحظة وصول الاخوان المسلمين للحكم بقي الموقف القطري واضحا في الوقوف مع خيارات الشعب المصري. والمُلاحظ انه في زمن السيسي لم تبد قطر أي اعتراض سياسي عليه والدليل أنها لم تسحب قروضها إلا في نهاية مدتها، ولم تؤذ الشعب المصري بإيقاف شحنات الغاز لأنها تتعامل مع شعب شقيق وليس نظاما بعينه مثلما تعاملت قبلها مع شعوب وليست أنظمة. إن المطالب التي تتحول لشكاوى لاتكون منطقية ولاقابلة للتنفيذ، إذ انها تفتقد للعقلانية فتارة يتم الحديث عن حماس وأخرى عن الاخوان وتارة عن تنظيم القاعدة وأخرى ادراج شخصيات متواجدة في ضيافة قطر وثم رفض الحوار البناء لحل الأزمة، إن هذا الأسلوب يذكرنا بنهج مسيلمة الكذاب عندما ينطق بالكذبة ثم فجأة يراوغ في الاعتراف بالحق هروبا من المواجهة! إن من ثمرات هذه الازمة معرفة الصديق من العدو وإعادة الحسابات في المستقبل وتعزيز الوعي الاجتماعي بدولة قطر والرأي العام وتعزيز الامن الداخلي وتقوية وتطوير ركائزها من الداخل والاعتماد على الذات.   وختاما نتمنى أن تعي هذه الدول مدى أهمية اتحادها جنبا إلى جنب وتجاوز الخلافات والوعي بسلبيات التدخل الخارجي وخدش سيادة المنطقة وتعريضها للخطر الدائم وتوسيع فجوة الفتن والاحقاد بينها راجيين من الله أن تعود المياه لمجاريها فدولة قطر الحبيبة كسابق عهدها ستظل ترى في دول الحصار اشقاء البطن الواحد.