26 أكتوبر 2025

تسجيل

حصار قطر ...بين مبرراته الواهية ومستقبله المنظور!

20 أغسطس 2018

كلنا نعي أن الحرب الإعلامية التي شُنَّت على قطر لم تستند إلى أي مبرر قانوني أو مسوغ شرعي، فدولة قطر واضحة في رؤاها وأطروحاتها ويشهد لها مواقفها الشفافة طيلة فترة الحصار وقبلها. بخصوص الإرهاب وتداعياته تميزت قطر دائما بفاعليتها في مكافحة الإرهاب بشهادة المجتمع الدولي، فهي حاضرة دائما، سواء في التحالفات الدولية أو المنظمات التي تكافح الإرهاب بشهادة التاريخ، فهي لها حضور قوي وفاعل في هذا الجانب ولا يمكن توجيه أي شهادة غير منطقية ضدها سوى التلفيق والكذب.  انتصرت دولة قطر للشعوب المظلومة في ثوراتها، بينما غيرها انتصر للأنظمة الدموية القمعية، بل اختيارها دائما مساند للشعوب المضطهدة، ونحن نرى الآن أمامنا كيف يُرد الدين من قِبل هذه الشعوب في تذكر فضلها ومساندتها في الحصار، وهل هناك أعظم من موقف الشعوب التي اختارت رأيها بحرية ومنطق، لا بتضليل وتعتيم إعلامي. لن تتراجع قطر عن مواقفها النبيلة؛ لأنها تخدم المبدأ وسوف يتم تسطير جهودها عبر التاريخ مجدا لها وتميزا سياسيا  بشهادة المجتمع الدولي، فهي تساند الطرف المضطهد بعيدا عن أي أجندة خاصة، ومن ذلك نصرتها للثورة التونسية البيضاء الناصعة، حيث وقفت بجانب الشعب في خيار ذهابه إلى صناديق الاقتراع، وكان حينها الرئيس المنصف المرزوقي البعيد كل البعد عن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية إجمالا، وبعده الرئيس الباجي السبسي، وحتى اللحظة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن دولة قطر تدعم  كل مسار ديموقراطي ومساندتها للربيع العربي جاءت تحت المظلة الأممية وبموافقة دول كبرى ساهمت معها في انتصارها لثورات الشعوب، فكيف توجَّه أصابع الاتهام ضدها؟ وفيما يتعلق باتهامها بالوقوف إلى جانب الإخوان المسلمين في مصر، فإن قطر منذ عام 2011  وقفت مع المجلس العسكري -عدلي منصور- وحتى لحظة وصول الإخوان المسلمين للحكم بقي الموقف القطري واضحا في الوقوف مع خيارات الشعب المصري. والمُلاحظ أنه في زمن السيسي لم تبد قطر أي اعتراض سياسي عليه، والدليل أنها لم تسحب قروضها إلا في نهاية مدتها، ولم تؤذ الشعب المصري بإيقاف شحنات الغاز؛ لأنها تتعامل مع شعب شقيق وليس نظام بعينه مثلما تعاملت قبلها مع شعوب وليست أنظمة. إن المطالب التي تتحول لشكاوى لا تكون منطقية ولا قابلة للتنفيذ، إذ أنها تفتقد للعقلانية، فتارة يتم الحديث عن حماس وأخرى عن الإخوان وتارة عن تنظيم القاعدة وأخرى إدراج شخصيات موجودة في ضيافة قطر وثم رفض الحوار البناء  لحل الأزمة، يذكرنا بنهج مسيلمة الكذاب عندما ينطق بالكذبة ثم فجأة يراوغ في الاعتراف بالحق هروبا من المواجهة! إن من ثمرات هذه الأزمة معرفة الصديق من العدو وإعادة الحسابات في المستقبل وتعزيز الوعي الاجتماعي بدولة قطر والرأي العام وتعزيز الأمن الداخلي وتقوية وتطوير ركائزها من الداخل والاعتماد على الذات.   وختاما، نتمنى أن تعي هذه الدول مدى أهمية اتحادها جنبا إلى جنب وتجاوز الخلافات والوعي بسلبيات التدخل الخارجي وخدش سيادة المنطقة وتعريضها للخطر الدائم وتوسيع فجوة الفتن والأحقاد بينهم، راجيين من الله أن تعود المياه إلى مجاريها، فدولة قطر الحبيبة كسابق عهدها ستظل ترى في دول الحصار أشقاء البطن الواحد.