28 أكتوبر 2025

تسجيل

النظام السوري وجرائمه الكيماوية؟ الصمت المريب!!

27 أغسطس 2016

في تاريخ الشرق المعاصر ثمة منعطفات وأحداث تاريخية بارزة أسست لتطورات درامية لاحقة كانت لها تبعاتها وتأثيراتها في تشكيل الصورة السياسية في المنطقة، ففي عام 1988 وفي المراحل الأخيرة للحرب العراقية/ الإيرانية، شهدت جبهة الحرب احتقانات وتطورات دراماتيكية تمثلت في محاولات اختراق عسكرية إيرانية للعمق العراقي من الجبهة الشمالية في ظل سباق محموم لحسم الموقف وإنهاء الحرب، وكانت مدينة (حلبجة) الكردية موقعا لمأساة إنسانية كبرى تمثلت في ضرب المدينة بالأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا مما تسبب في مصرع الآلاف من المدنيين، وخلق ضجة دولية كانت حافزا للتعجيل بإنهاء الحرب بأي ثمن وهو ما حصل فعلا بعد شهور قليلة في أغسطس 1988، وقتذاك تم تبادل الاتهامات في تحديد هوية الجهة المسؤولة عن استعمال ذلك السلاح؟ فهل كان النظام العراقي السابق الذي كان يحاول منع اختراق عسكري إيراني واسع لأراضيه؟! أم كان النظام الإيراني الذي كان يهدف لتكريس الاختراق من خلال ضرب الدفاعات العراقية؟! لقد ظلت الحقيقة عائمة وغامضة ولم يحدد تماما الطرف المسؤول عما حدث سوى ما تسرب من معلومات لاحقا تشير لدور إيراني في تلك الضربة؟ المهم إن ما حصل كان كارثة إنسانية تمت التغطية على فاعليها الحقيقيين وهم الأطراف التي زودت أطراف النزاع بالسلاح الكيماوي وجلها شركات غربية ربحت من تجارة الموت، ومآسي الشرق لم تتوقف عند حدود تلك الكارثة، بل إن النظام الإرهابي السوري من خلال تصديه للثورة السورية وتفعيل أدوات التدمير التي كانت معدة كما يقول لمرحلة الصمود والتصدي والتوازن الاستراتيجي!؟ فإذا بالحقيقة العارية تقول بأن أعداء النظام الحقيقيين ليس تلك المعروضة في الفترينه الإعلانية للنظام وإنما هو الشعب السوري بمختلف فصائله، وكانت قمة إرهاب النظام مع استعماله المباشر للسلاح الكيماوي وتحديدا غاز الأعصاب في الغوطة الشرقية المحيطة بدمشق يوم 21 أغسطس 2013 ومصرع مئات المواطنين السوريين، وهو ما تكرر في مواضع ومواقع كثيرة وتمثل في هجمات بربرية فظة من خلال سلاح البراميل القذرة التي تضرب في عمق التجمعات المدنية ومما يشكل جريمة حرب دولية يراقبها العالم ويسجلها ويحصي ضحاياها من دون أن يتحرك ويفرض العقاب على المجرم والفاعل المعروف الهوية، لقد تحدث الإعلام الدولي طويلا عن جريمة حلبجة وتم إلصاقها بالنظام العراقي السابق رغم عدم وجود الأدلة الحقيقية والدامغة! وتحركت الدول الكواسر لتعاقب النظام السابق؟ بينما نراها تصمت صمت القبور عن مجازر النظام الكيماوية بل وتحاول إلصاقها بالمعارضة!! وهي التي لا تمتلك أدوات ولا وسائل استعمال تلك الأسلحة؟ ومع ذلك فإن العالم لم يبال بما يحدث، رغم أن الهجوم الفظ على الشعب السوري قد تحول لمهمة أممية وإقليمية!، فالإيرانيون وعصاباتهم الطائفية الرثة لهم حصة تدميرية مهمة للحواضر السورية، ثم دخل الروس بعد إفلاس المخطط العدواني الإيراني ليكملوا المهمة ويمارسوا ساديتهم ويجربوا أسلحتهم القذرة في أجساد السوريين!؟ ووقفت دول عربية كالعراق موقفا مخزيا وهي تتحول كمعبر للعدوان الإيراني/ الروسي على الشعب السوري؟ وتم استعمال مختلف أنواع الأسلحة المحرمة كالنابالم، والقنابل الفراغية، والفوسفورية، وكل ما تيسر من أسلحة التدمير الشامل وليس ضد أهداف عسكرية مفترضة بل ضد المدنيين في جريمة عدوانية غير مسبوقة في التاريخ السوري والعربي وقف إزاءها العالم مشدوها، وتخلف المجتمع الدولي عن ممارسة وسائل ضغطه المفترضة، وعجز عجزا مخجلا ومريعا عن حماية المدنيين وفرض منطقة (حظر طيران)! وهو أبسط إجراء كان بإمكانه منع جرائم كارثية ضد المدنيين؟، ولو قارنا بين الحالتين العراقية السابقة والسورية اللاحقة لرأينا غبنا دوليا واضح المعالم وانحيازا وتحيزا لسياسة النظام السوري التدميرية الإرهابية؟، جرائم النظام السوري الإرهابية ضد شعبه سيخلدها التاريخ باعتبارها جرائم مع سبق الإصرار والترصد ضد الجنس البشري تمت بمعاونة دولية من خلال الصمت والاكتفاء بالإدانة اللفظية فقط دون أي إجراءات تحرك عملية!!، لقد آن أوان صحوة المجتمع الدولي، وجاء الوقت الذي ينبغي فيه على النظام تسديد فاتورة إرهابه.. وهو الأمر الذي سيحققه بكل تأكيد الشعب السوري الحر.