14 سبتمبر 2025

تسجيل

سباك بمرتبة طبيب

27 أغسطس 2014

ليس أخلاقيا البتة أن يسعى الفرد إلى تقديم نفسه اجتماعيا أو لوظيفة من خلال شهادات علمية غير مستحقة، والأمر جدير بالمراجعة وإعادة النظر في مجتمعاتنا، لأننا نمارس تحايلا وتضليلا متعمدا لبلوغ غايات وتحقيق مكاسب من أقصر الطرق، والأسوأ أن يكون صاحب الشهادة المزورة غير كفؤ تماما أو متوافقا مع القيمة العلمية للشهادة التي حصل عليها.لا تزال أخبار إلقاء القبض على طبيب أو مهندس أو إداري ثبت أنه يحمل شهادات مزورة، تتوالى سواء كان ذلك في المملكة أو بقية دول الخليج، ولعل ما يجعلنا ضحايا بامتياز أن يكون أولئك من الوافدين الذين يأتون إلى بلادنا من أجل الكسب الشريف فيعمدون إلى هذا التضليل الضار بهم وبمن يعملون معهم، فما الذي يمكن تصور حدوثه من "طبيب" وافد يعمل في مستشفى بشهادة مزورة؟ذلك إما أن يكون طالبا سابقا في إحدى كليات الطب وفشل في إكمال دراسته فلجأ إلى التزوير، أو أنه ممارس طبي أو ممرض شطح بخياله في غفلة من المسؤولين ليحصل على شهادة بقرش صاغ ليقدم بها نفسه طبيبا يمتلك شروط مزاولة المهنة الطبية بكل جرأة و"وقاحة"، وقد لفت انتباهي أخيرا أن الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية في المملكة توصلت إلى تزييف طبيب لشهادته من إحدى جامعات مصر والتي تمت مخاطبتها فأنكرت أن يكون ذلك الطبيب المزعوم أحد خريجيها...؟!!هل يمكن أن تصل الجرأة بسباك مثلا يمتلك حدا أدنى من المعرفة الطبية أو الهندسية من خلال ثقافة عامة أو أنه كان يخدّم على أطباء ومهندسين فاستهوته المسألة وكبرت في دماغه وقرر أنه في يوم ما سيصبح طبيبا أو مهندسا برغم أنف أي شيء؟ إننا نقرأ ونسمع عن مثل هذه الأعمال الإجرامية كثيرا، ونحتاج إلى ضمائر لا تغامر على الأقل في صحة وأرواح البشر سواء بعلاجهم أو التعامل مع متطلبات واحتياجات هندسية يكون الخطأ فيها قاتلا كبناء بناية دون مواصفات هندسية علمية لأن مهندسا مزورا باشر إنشاءها.لا يمكننا بالطبع لوم هؤلاء الحالمين والأدعياء، ولكن لا بد للأجهزة المعنية بالتوظيف تدقيق الشهادات الجامعية والتحقق منها والتثبت من موثوقيتها وصدقيتها، ولتأخذ وقتها في ذلك بالاستعانة بالملحقيات العلمية والثقافية في السفارات، لأن هذا التزوير خطر للغاية على المستقبل والتنمية.